قرأت في صحيفة الجزيرة العدد الصادر يوم الجمعة 28-4-1435ه خبراً أثلج صدري وصدر كل مواطن بل وكل مسلم يعلم ما للملكة العربية السعودية من مواقف إنسانية تجاه فئة عزيزة علينا جميعا هي بأمس الحاجة إلى العطف والشفقة وهم الذين فقدوا أعز الناس لديهم وعوضهم الله بيد حانية ونفس شفيقة من لدن ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الذي قدم هدية لأيتام نجران تقدر بعشرة ملايين ريال قامت صاحبة السمو الأميرة عبير بنت عبد الله بن عبد العزيز بتسليمها لجمعية رفقاء الخيرية للأيتام في حفل نسائي تكريما لأمهات الأيتام في نجران، إضافة إلى مبلغ مليون ريال تبرعا من صاحب السمو الأمير عبد العزيز بن فهد بن تركي آل سعود، ومبلغ أربعة ملايين ريال تبرعا من فاعل خير. ومثل هذا الخبر ينبغي أن يكتب بماء الذهب لكونه يجسد المواقف الإنسانية لمملكة الإنسانية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين، وما تقوم به من جهود مباركة في سبيل رعاية وكفالة تلك الفئة من المجتمع ، وقد حث الإسلام على رعاية الأيتام وبين ما لها من الأجر العظيم كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى). وليس هذا الدعم السخي بغريب على خادم الحرمين الشريفين ولا على أهل الفضل والإحسان في هذه البلاد بلاد الخير والعطاء، لاسيما فيما يتعلق بكفالة اليتيم وسد حاجة الفقير وإعانة المحتاج، والمملكة لها أيادٍ بيضاء في هذا المجال ممثلة في الجمعيات الخيرية وعلى رأسها الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام إنسان والتي تقوم على رعاية الأيتام السعوديين داخل منطقة الرياض. كما تقدم الجمعية الرعاية الاجتماعية والمادية والتعليمية والصحية لليتيم ومن في حكمه ، وتتميز الجمعية بتأهيل الأيتام على مواجهة الحياة وتوفير فرص وظيفية لهم ، وتسعى الجمعية إلى تنمية مواردها المالية عن طريق التبرعات ، والهبات والصدقات والزكوات ، والأوقاف والاستثمارات . وتطوير خدماتها عن طريق استخدام أحدث الطرق والأساليب العلمية الحديثة .ومن الأهداف العامة لهذه الجمعية: 1 - ترسيخ مبادئ الدين الإسلامي لدى الأيتام . 2 - توفير أوجه الرعاية المادية والمعنوية للأيتام . 3 - العمل على إنشاء المشروعات والمراكز الإيوائية للأيتام (ومن في حكمهم) وإدارتهما إدارة سليمة. 4 - توفير الرعاية الاجتماعية والتعليمة والصحية للأيتام ومن في حكمهم. 5 - تطوير الخدمات المقدمة من الجمعية بما يكفل أداء الأعمال بيسر وسهولة. وقد أثبتت هذه الجمعية دورها المتميز في تقديم الخدمات العلمية والعملية للأيتام ، وحذت حذوها كافة الجمعيات الخيرية في بقية مناطق المملكة ، نظراً لما لهذه الخدمة الإنسانية الشريفة من أجر وفضل ورفعة منزلة في الدنيا والآخرة، فقد امتدح الله في كتابه العزيز من يقوم على خدمة اليتيم وإطعامه في قوله سبحانه {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}، كل ذلك رجاء ثواب الله {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا}. فجزاك الله خيراً يا خادم الحرمين الشريفين وأجزل لك الأجر والمثوبة وكذلك كل من حذا حذوك من فاعلي الخير الذين قدموا أموالهم طيبة بها نفوسهم، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.