هكذا هي الأيام لا شيء يميزها سواء الإحداث التي تحدث بها كذلك جاء يوم السبت الماضي مكلل بعبق التاريخ وأصالته، وذلك لم يكن سواء بحدوث الرحلة التي قمت بها برفقة مجموعة من الباحثين والباحثات والمصورين والمصورات إلى بعض بلدان الوشم بتنظيم من الأستاذ الفاضل عبدالرحمن الزامل والأستاذ يوسف العتيق والأستاذة أمل المنيع وقد سعدت أيضًا بمشاركتهم بالتنظيم. وكعادة الأشياء التي تأتي بسيطة وعفوية كانت الرحلة كذلك ففي صبيحة يوم السبت انطلقنا من الرياض وعيونا تحدوا إلى الوشم وكلًا قد وضع تصور خاص للمنطقة بداخله، وأنا بداخلي صور كثيرة للمنطقة قد كونتها من خلال موضوع رسالتي للماجستير الذي يتعلق بها تحت أشراف الأستاذ الدكتور العزيز سعد القرني، ولا أخفيكم سرًا كنت أظنها مدينة قديمة مدثورة الملامح شاحبة ككل المدن المنسية المهجورة. وقد كانت محطتنا الأولى مرات، وفيها التقينا بالأستاذ عبدالله الضويحي وقد كان هذا لقاءي الأول به بعد عدة اتصالات قد أجريتها معه منذ أكثر من عام بخصوص موضوع دراستي وقد غمرنا بكرمه وشرحه وتوضيحه أخذنا برحلة تاريخية من خلال التجول ببيت الضويحي للتراث الذي أسسه أبناء محمد بن عبدالرحمن الضويحي في عام 1375ه، وكان ذاك البيت عامر بكل فائدة وحقيقة قد شعرت بالضياع ونهم العلم فكنت أريده أن يستمر بشرحه وفي آن الوقت أريد أن ترتوي عيناي وعدسة الكاميرا من الأشياء الأثرية القيمة الموجودة في بيت الضويحي من تجهيز العروس وأواني منزلية وغيرها من روح الماضي العريق ولم يكن يرضي شغفنا سوى إهداؤه الكريم لجميع أعضاء الرحلة من كتابه الثمين لمحات من تاريخ مرات حتى نهاية الرابع عشر الهجري. ومن مرات أتجهنا إلى ثرمداء وفي قصر العنقري كان باستقبالنا الأستاذ الكريم سعد الدخيل والأستاذ سليمان الدخيل وقد قاما مشكورين بأخذنا بجولة تاريخه عن البلدة بعدها تجولنا بين جنبات القصر حتى شارفت إلى أعاليه بنظرة شاملة له كله مشدوهة وقد استرسلت في التجول حتى ظللت طريق العودة والخروج، وآسفًا لم يفقدني أعضاء الرحلة! اتجهت إلى أعضاء الرحلة عند قصر الحريصَّ وهذا القصر العريق نسبة إلى محمد بن يوسف الذي سمي بالحريص لحرصه على إتمام الأمور وشدة اهتمامه وقد كان القصر شامخ بكل صمود الماضي. ومن ثرمداء كانت وجهتنا إلى أثيثة حيث كان في استقبالنا ريس مركزها فهد الزامل والأستاذ تركي الزامل وأسرتهم الكريمة الذين غمرونا بحسن الضيافة والاستقبال والفائدة التاريخية وقد رافقونا مشكورين في تجوالنا بالبلدة شارحين لنا ما مر بالمنطقة من تاريخ أخذينا بجولة في جامع البلدة تحت أشراف الأستاذ عبدالله الحسن الذي أسترسل في شرح تكوينات جامع البلدة شارحًا وموضحًا لذلك الجامع الذي بقي شامخا بكل صلوات الأرواح التي ترددت به والتلاوات التي بقيت ثم رحلت. وكخاتمة الأمور تأتي مسك كانت كذلك أشقر آخر محطاتنا ففيها استقبالنا المهندس الفاضل إبراهيم الخراشي في القرية التراثية وقد أخذنا بجولة سريعة مارًا بنا منزل الشيخ إبراهيم صالح بن عيسى مؤرخ الدولة السعودية ومسجد الشمال وسوق البلدة، ولولا ضيق الوقت وظروف الرحلة لبقينا ننهل من ماضي أشيقر العريق حيث كنا جدًا مستمتعين ومهتمين كل الاهتمام للإفادة من شرح المهندس إبراهيم الخراشي وشرحه الوافي. وهذه لمحة موجزة عن رحلتنا إلى بعض بلدان الوشم وقد حملت الرحلة أكثر من ذلك، و غمر جميع أعضاء الرحلة الشعور الطيب والرضا والسعادة من كرم المستقبلين واستقبالهم الحار وثراء تاريخ المنطقة. وأخيرًا نقدم الشكر كله؛إلى أهالي مرات وثرمداء وأثيثة وأشيقر الذين غمرونا بلطافة الاستقبال والكرم ونخص بذلك الأستاذ عبدالله الضويحي وأبناء محمد عبدالرحمن الضويحي كلهم، والأستاذ سعد الدخيل وسليمان الدخيل وعبدالرحمن بن عبدالله الدخيل وإلى الإستاذ فهد الزامل وتركي الزامل وأسرتهم الكريمة، والأستاذ عبدالله الحسن، والمهندس الفاضل إبراهيم الخراشي وأستميحهم عذرًا على القصور في كتابة كل ما شهدناه ووصفوه من تاريخ منطقتهم العريق.