يتم استعداد حجاج الوشم مبكرًا بالزاد والرواحل وتنظم فيما بينهم ما يشبه الحملة الصغيرة التي تتفق على المأكل والمشرب والتعاون في نصب الخيام ويطلق على تلك المجموعة «الخبرة» وتكون كثرتها وقلتها على حسب أعداد الحجيج. وتبدأ رحلة الحج في أوائل شهر شوال بعد أن يتخذ حجاج الوشم أميرًا لهم في سفرهم يلتزمون بأوامره وينقادون لمشورته، ويكون موعد انطلاقها فجرًا حيث يخرج الحجيج إلى خارج البلدة من جهة الغرب منتظرين اكتمال اجتماعهم ويصاحبهم الأهالي لتوديعهم متمنين لهم رحلة حج موفقة، وقد تستغرق رحلة الحج ما يقارب شهرين حتى وصولهم إلى بيت الله الحرام في مكةالمكرمة ثم يؤدوا فريضة الحج وبعدها ينحدرون شطر ديارهم. وحين يصل حجاج الوشم على مشارف بلدتهم يتوقفون للراحة والمبيت مع إرسال من يبشر الأهالي بقدومهم فيخرجون في اليوم التالي فجرًا لاستقبالهم وتهنئتهم بحجهم متمنين أن يتقبله الله منهم. والحج سابقًا لم يكن بتلك السهولة حيث يلاقي الحجاج فيه مشقة وعناء وقد يتعرضون أثناءه لقطاع طرق يسطون عليهم ويقتلون عددًا منهم كما حدث في عام 1305ه حين تعرض حجاج الوشم لاعتداء من قبل قطاع طرق قُتل على أثره عبدالعزيز بن إبراهيم الجميح رحمه الله. والأمر لا يتوقف على تلك الاعتداءات فقد يحدث أحيانا بعض الأوبئة والأمراض التي تنتشر في فترة الحج فتودي بحياة بعض حجاج الوشم وقد تصل إلى نصفه ومن ذلك ما وقع في عام 1246ه. فنحمد الله على ما وهبنا من حكومة رشيدة سعت بكل جهدها لتوعية الحجاج وإرشادهم وتوفير وسائل السلامة والراحة ليتموا مناسكهم بكل أريحية واطمئنان. المراجع ابن بشر، عثمان بن عبدالله، عنوان المجد في تاريخ نجد، تحقيق عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ، الطبعة الرابعة، 1402ه. البسام، عبدالله بن محمد، تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق، دراسة وتحقيق إبراهيم الخالدي، الطبعة الأولى، 2000م. الدخيل، سليمان بن إبراهيم بن محمد، ثرمداء عبر التاريخ، الطبعة الأولى، 1432ه. الدريس، عبدالله بن سعد بن راشد، طريق حاج اليمامة عبر وادي نعام والحريق، الطبعة الأولى، 1431ه.