نعيش وسط مجتمعات تغص بقصص الحب والعشق والحرمان! قصص متشابهة يُكتب الشعر بالحبيبة والعشيقة وجبروت الفقد وقصف القلب بجرعات الألم! من الممكن ترجمة ألم ذلك الحب ولوعة العشق بفيض من المشاعر بخاطرة بقصيدة بتغريدة كما هو طاغي على الساحة!! وكأن العرب جميعاً أصيبوا بلعنة العشق!! فنحن شعوب تُجيد الحب وتطرب للهوى وتتلذذ في الألم! هل هو هذا الألم الذي يستحق أن نقف عنده؟.. مع احترامي لكل القلوب ولكل المشاعر ليس تنقيصاً لمشاعركم إيها العشاق إنما هناك ما هو الألم فعلاً! ألم المرض الذي يقتات أجسادهم بين قضبان المعاناة! بين رحمة ربِهم هم يرقدون تغص بهم المستشفيات طفلً يبكي بين يدي أمه ضاعت حيلتها مابين روحً صغيره لاتعي شئياً وبين مرض استفحل جسده الصغير ففارق عينيها النوم وأنحرمت ملذات الحياة مابين أروقة المستشفيات تجدها ذابلة ترجو رحمة ربها.. صباحها كمسائها لا جديد إلا طفلً يرقد ساعه ويصحو ساعات يوقظه الألم فيتقاسمانه! وذلك شيخٌ كبير تسمع أنينه الذي تعتصر له القلوب أفقده الزمن القدرة على التحمل فأصبح كل مافيه ضعيف يحلم بسجدةً تلامس جبهته الأرض.. افتقد طعم الأكل والشرب فلم يعد يستطيع تناول وجباته ذات الطعم الذي يعشقه!! أو يشرب قهوته التي اعتاد عليها (لتسمر رأسه) كما كان يطلبها والتمر الذي يطلق عليه (مسامير الرُكب) يقبل عليه بشغف على أمل أن يمنحه شيئاً من القوة! هو الحرمان من الملذات.. شابةً في مقتبل العمر تقطن أجنحة العلاج الإشعاعي تقصفها جرعات الكيماوي فيصرعها الألم لتسقط هزيلة تفقد ألوان الحياة تفقد متعة الإحساس بمن حولها بأقرب الناس لها وما أن تبدأ تتنفس الصعداء وتشعر بالحياة حتى يحين موعد الجرعة الأخرى لتبدأ تتجرع الألم من جديد والدخول في غيبوبة فقدان السيطرة! تنام وتصحوا تتحسس شعرها الذي تفقده بعصرة ألم قوية لا تعلم لتلك الرحلة من نهاية ما أن تلتقط أنفاسها بين الجرعتين حتى تسرع تتضرع لله بكشف الضر الذي أصابها وابتسامة هزيلة لمن حولها! هو المرض هو الألم الذي يسكن أجساداً أُرهقت ذبلت تنتظر فرج ًمن ربها.