اتهم رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك روسيا بتصعيد التوتر والقيام بأعمال «استفزازية» في بلده. وقال ياتسينيوك للصحافيين بعد لقاء مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، متسائلاً «هل روسيا مستعدة لتسوية هذا النزاع وإجراء مناقشة حقيقية حول طريقة إحلال الاستقرار أم أنها ستتحفظ على ذلك وتحاول زيادة التوتر كما فعلت في الساعات الأخيرة بعودتها الى تطويق القوات الأوكرانية». وتحدث عن «أعمال استفزازية» روسية في القرم، موضحاً أنها ستكون «وضعاً دراماتيكياً فعلاً» إذا تأكدت. وبعد اجتماعه في البرلمان توجه ياتسينيوك مباشرة الى مجلس أوروبا حيث استقبله رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي في غضون ذلك طردت الشرطة الأوكرانية صباح أمس الخميس متظاهرين موالين لروسيا كانوا يحتلون مبنى الإدارة المحلية في دونيتسك، المدينة الناطقة بالروسية في شرق البلاد، وأوقفت 75 شخصاً أثناء الهجوم، على ما علم من مصدر في الشرطة. وبعد العملية واصل حوالى مئة متظاهر سد المبنى الذي احتله منذ الاثنين معارضون للسلطات الجديدة المؤيدة لأوروبا في كييف، مطالبين بالانضمام الى روسيا. ودونيتسك هي معقل الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور ياكونوفيتش وتوجد في الحوض المنجمي لدونباس على بعد بضع عشرات الكيلومترات من الحدود الروسية. وكانت السلطات استعادت السيطرة على المبنى الأربعاء وأخلته بداعي إنذار بوجود قنبلة، قبل تعرضها بعد ساعات لهجوم جديد من المتظاهرين تعذر عليها صده. وفي كل مرة يسيطرون فيها على المبنى الذي كان يؤوي مكتب الحاكم، يرفع المحتجون عليه العلم الروسي بدلاً من العلم الأوكراني. وعين المحتجون «حاكمهم» بافل غوباريف رافضين سلطة الحاكم الذي عينته السلطات الأوكرانية الجديدة في كييف سيرغي تاروتا. وأعلنت النيابة العامة الأوكرانية الأربعاء فتح تحقيق يستهدف غوباريف بتهمة «المساس بوحدة أراضي» البلاد. وبعد هجوم صباح الخميس قال غوباريف «أنا موجود في شقتي». وبالتوازي مع ذلك جمع أنصار وحدة الجمهورية السوفياتية السابقة عشرة آلاف شخص الأربعاء في ساحة لينين. وفي نهاية في الشأن نفسه أعلن البيت الأبيض في بيان أنه بعد اتصالات رفيعة المستوى بين الصينوالولاياتالمتحدة اتفقت الدولتان على ضرورة احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها في نزاعها الحالي مع روسيا. وتتبنى بكين سياسة حذرة في الأزمة الأوكرانية حيث تمتنع عن انتقاد شريكتها الستراتيجية روسيا وتنتهج في الوقت نفسه سياستها المعلنة بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. وتحدثت مستشارة الأمن القومي للرئيس الأمريكي باراك أوباما سوزان رايس مع مستشار الدولة الصيني يانغ جي تشي بشأن الموقف في أوكرانيا. وجاء في بيان البيت الأبيض أن المسؤولين أكدا أهمية تعميق «التعاون العملي في التعامل مع التحديات الإقليمية والعالمية» بالنسبة للعلاقات الأمريكيةالصينية. وأضاف البيان «اتفقا على أن من المصلحة المشتركة للولايات المتحدةوالصين تشجيع الجهود للتوصل الى حل سلمي للنزاع الجاري بين روسيا وأكرانيا، يقوم على أساس احترام القانون الدولي، ويحافظ على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.» وفي وقت سابق تحدث أوباما مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع سعي واشنطن لتصعيد الضغوط الأوروبية على روسيا. كما تحدث جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي هاتفياً مع رئيس لاتفيا اندريس بيرزينس للتأكيد على التزام الولاياتالمتحدة بالسلام والأمن في منطقة البلطيق. وفي السياق ذاته أعلن الاتحاد الأوروبي الخميس إنه جمّد أصول الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش الذي فرَّ من كييف الشهر الماضي. يأتي ذلك قبل ساعات من اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي في قمة استثنائية اليوم في بروكسل لبحث الإجراءات التي يمكن اتخاذها ضد روسيا بشأن تدخلها العسكري في أوكرانيا. ونشر الاتحاد الأوروبي قائمة تضم 18 شخصاً مشتبهاً بأنهم اختلسوا أموالاً عامة أوكرانية، وقال التكتل إن أي أصول يمتلكها هؤلاء الأشخاص في الاتحاد سيتم تجميدها، كما أن هناك بنوداً تسهل استعادة الدولة للأموال المجمدة. وتضم القائمة أيضاً وزير الداخلية السابق فاليري زاخارشينكو والنائب العام السابق فيكتور بشونكا ووزيرة العدل السابقة أولينا لوكاش ورئيس الوزراء السابق ميكولا أزاروف واثنين من أبناء يانوكوفيتش. كما أجرى مجلس الأمن الدولي مشاورات جديدة مغلقة أمس الخميس حول الأزمة الأوكرانية.