نشرت صحيفة إخبارية الجوف خبرًا موثقًا بالصُّور وتعقيبًا من إدارة التَّعليم بالجوف أشارت فيه إلى امتلاء ممرات مبنى الإدارة وأروقته بالنفايات وأعقاب «السجائر» ومعاناته من تدنِّي مستوى النظافة منذ خمسة أشهر وأكثر، حتَّى إنّه لم يسلم من دخول الكلاب الضالة للمبنى. وقد أكَّد ذلك - بطريقة غير مباشرة- المتحدث الرسمي لإدارة التربية والتَّعليم بمنطقة الجوف الأستاذ عبد العزيز النبط، الذي أوضح أن الإدارة خاطبت الوزارة لسحب المنافسة من المقاول وطرحها منافسة عامة مرة أخرى بسبب انسحاب المقاول بتاريخ 9-8-1434ه، حيث تَمَّ تحرير محضر بذلك وتوجيه ثلاثة إنذارات للمقاول....الخ. الخبر يطرح استفهامًا عريضًا ذا شقين؛ الأول: عن صلاحيات مديري التَّعليم والثاني: عن سلوكيات موظفي التَّعليم؟ وزارة التربية والتَّعليم تعد من أضخم الأجهزة الحكوميَّة الخدميَّة وتعاني المركزية وضعف الصلاحيات الممنوحة لمديري التَّعليم، بدليل أنّه لا يتوفر لمدير تعليم الجوف الصلاحية للتعاقد مع شركة بديلة في وقت أسرع أو حتَّى الاستعانة بعمالة- شركة مؤقتة ريثما يتم حلّ المشكلة مع المقاول الحالي أو فتح مناقصة جديدة. أليس مزعجًا عمل الناس في مكان قذر وغير مناسب بسبب طول المعاملات البيروقراطية وانتظار اعتماد الوزارة لسحب المنافسة من المقاول وتسليمها لآخر؟ إذا كان هذا الوضع في نظافة مبنى الإدارة، فماذا نتوقع في المباني التعليميَّة الأخرى والمدارس؟ ماذا لو حصل وضع طارئ لمدرسة أو إدارة تعليميَّة أو لمعلم أو لطالب أو إداري؟ هل ينتظر مدير التَّعليم موافقات الوزارة بحكم عدم توفر الصلاحيات لديه للتدخل العاجل؟ نقرأ تصريحات من قبل مسئولي وزارة التربية بأنها تمنح صلاحيات لمديري التَّعليم ومديري المدارس، لكن يبدو أن حجم هذه الصلاحيات محدود وشكلي، وهذا مثال واضح لذلك. من هنا أعتقد أن وزارة التربية والتَّعليم بحاجة إلى تقليص قبضتها المركزية ومنح إدارات التَّعليم والمدارس الصلاحيات والدعم المادي والثقة للتصرف وتقليص حجم البيروقراطية التي تؤخر كثيرًا من الأعمال ولا تستوعب الوضع الميداني بسبب بعدها عنه. هذه أحد أبجديات الإصلاح الإداري لوزارة التربية والتَّعليم، الذي نتمنى أن يعاد النظر فيه وتحديدًا نتمنى تقليص المركزية الإدارية إلى الحدّ الأدنى. الشق الثاني من الموضوع يتحمَّله مدير التَّعليم بمنطقة الجوف وزملاءه منسوبي الإدارة. جزء من مسؤوليتهم التربويَّة والتعليميَّة أن يكونوا قدوة ونموذجًا في تصرفاتهم وسلوكياتهم. الصُّور المنشورة مع الخبر وتشير إلى أكياس الزبالة وأعقاب السجائر ووجود كلب ضال بالمبنى تدل على اللا مبالاة وعدم الحرص على المال العام وعلى المظهر العام والسلوكيات العامَّة للمسئولين بتلك الإدارة وذلك المبنى. هل ينتظرون أن تأتيهم التَّعليمات ويأتي من يراقب عليهم من الرياض في كلِّ شاردة وواردة بما في ذلك تعليمهم الاهتمام بنظافة وأناقة المكان الذي يعملون به والظهور بمظهر لائق كقادة تربويين أمام المراجعين للإدارة التعليميَّة؟ هل يرضى أحدهم أن بهمل منزله بذلك الشكل؟ هل مدير التَّعليم يداوم ويعلم ما يجري في مبناه أم أن له مدخلاً خاصًا لمكتبه ولا يعلم ما يجري في بقية أجزاء المبنى؟ ذو الفكر البيروقراطي المركزي سيجيب، هؤلاء غير مؤهلين للحصول على مزيد من الصلاحيات بدليل إهمالهم أبجديات العناية بالمبنى الحديث الذي يعملون به. تلك ليست حجة حيث منح الصلاحيات يجب أن يرافقه اختيار القيادي المؤهل ووجود نظام واضح ومقنن للصلاحيات والمحاسبة والرقابة...