يوم أو يومان ربما أسبوع بل شهر وأنا في حيرةٍ من أمري عندما قررت أن أكتب عن رجل ملأ الدنيا من المشرق إلى المغرب.. ترددت كثيراً خوفاً من القصور وعدم الإنصاف، ولكن الأحرف التهبت شوقاً وازدادت الكلمات ولعاً وظمئت المعاني حباً وهياماً بهذا الرجل، ولكن يارباه كيف أبدأ ومن أين أبدأ وبماذا أنتهي وهل سأنتهي حقاً.. يا رباه أين شوق الأحرف وولع الكلمات!! أين المفردة والمصطلحات؟ ما هذا الاضطراب!! كل هذا بسبب من؟ كل هذا لأجل من؟ من هو الرجل الذي تشتاق إليه الأحرف وتخشاه.. من هو الرجل الذي تبتعد عنه الكلمات وتهواه.. أكاد أقترب من ذكر اسمه ولكن شيء ما يلامس شطر القلب ويغوص في الوجدان، ويتعطر به الفؤاد.. يا إلهي هل هو رجل عادي أم رجل عشنا قصته خيالاً وفجرناها عاطفةً تتبختر في يوم من الأيام.. لا أخفيكم سراً وأنا أكتب لكم اتسعت دائرة الحزن وازداد قلمي نزفاً وبدأ صوت نبضي يشبه « أزيز رئة مثقوبة « ما الذي يجري وما الذي يحدث هل كل هذا بسببه؟ هل كل هذا من أجله؟ نعم بسببه وأكثر نعم لأجله وأكثر كيف لا وهو « سامي بن عبدالله الجابر « الذي بزغ نجمه في عام 1410ه حين شهد العالم بأسره مولد إسطورة عالمية جديدة لينضم ل « بيليه ومارادونا «انضم لنادي الهلال حباً لهذا الكيان العظيم مع بعض من محاولات النادي الجار لضمه ولكن هيهات هيهات» ماكل مايتمناه المرء يدركه « بدأ نجماً لامعاً ومضيئاً في سماء الكرة السعودية.. حقق الأمجاد والأمجاد والأمجاد والأمجاد وأي مجدٍ يحققه هذا النجم الإسطوري، سطر الملاحم تلو الملاحم.. ولكم أن تسألوا «الدرة عن فنه» والملز عن هيبته «واليانز ارينا عن سطوته»وجانتيس عن كبريائه» وبارك اكسير عن عنفوانه « هذه كلها ملاعب صال فيها وجال.. أدمى فيها شباكهم وأغرق فيها سفنهم وأمام من!! أمام مرأى العالم كله وهم يتساءلون في قرارة أنفسهم من هذا الفارس العربي الذي ذاع صيته وبزغ نجمه؟ هل سنجيب عن تساؤلاتهم؟ بالطبع لن نفعل.. أهدافه هي من تجيب وحدها حتى وإن ساورني شك أن الملاعب كلها مضمارها وممراتها مدرجاتها وجمهورها ستقاتل لكي تظفر بالإجابة عن سؤال العالم من هذا الفارس العربي فستجيب بصوت واحد ووقتٍ واحد وبكل شموخ وكبرياء « إنه ابن الصحراء إنه ابن نجد إنه ابن الهلال «إنه سامي الجابر» نعم هذه الحقيقة التي عشناها مع الذئب مايقارب أكثر من خمسة عشر عاماً.. هتفنا دوماً باسمه وأيدينا على قلوبنا خوفاً وخشية من يوم الوداع متى سيحل ومتى سيكون.. وفي يوم الاثنين الموافق12/1/1429ه 21 يناير 2008م ليلة الثلاثاء وهي واحدة من أشد الليالي ألماً وأكثرها حزناً وأعمقها جرحاً وأقساها بعداً وفراقا رحل وليته لم يرحل.. غادر وغادرت معه الأفئدة تاركةً لنا ذكرى الماضي وحزن الحاضر وخوف المستقبل.. ومع ذلك نسلي خواطرنا ونردد « مهما حصل ماتنطفي شمعة أمل « نعم رحل الإسطورة سامي وعاد الإسطورة سامي.. كيف حصل هذا الأمر!! نعم رحل لاعباً وعاد مدرباً وهذا لا يحصل الا مع سامي فقط.. عاد ومعه خبرة السنين يحملها بين كفيه ليقدمها للزعيم الآسيوي.. عاد ومعه فكر احترافي قلما نجده في ملاعبنا.. عاد مدرباً لايشق له غبار، ينافس كبار المدربين في الدوري السعودي ويتغلب عليهم.. تريدونها بالعاطفة؟ نعم نعشق سامي وهوفضل مدرب بالعالم؟ تريدونها بالأرقام « وصيف كأس ولي العهد وينافس على الدوري بكل قوة خماسيات ورباعيات في أعرق الأندية السعودية مابين عميدها وشيخها وفارس دهنائها وختمها رباعية بفارس نجدها.. وبلا شك أن الأخير على حسب وصف النقاد وجمهور نفس النادي أنه أفضل فريق يمر على نادي النصر بالأرقام.. أليس هم من يقولون: إنه حطم الأرقام القياسية!! يعني (متفقين) فالجابر لقن مدربهم الذي يصفونه بأفضل مدرب بالدوري السعودي درساً لن ينساه طيلة حياته.. بدأ المباراة بصدمة كهربائية تكتيك جديد وتشكيلة جديدة فاجأهم بمهاجمين وهم يلعبون بثلاثة محاور فاجأهم بالشلهوب وهو الغائب منذ زمن فاجأهم باستبعاد «عزوز وسالم والعابد» ومن يجرؤ أن يفعل هذا غير سامي.. أي كبرياء هذا ياسامي.. قرأ المباراة وحفظها عن ظهر غيب وتعامل مع الظروف التي قبلها وأثناءها بعقل لا يمتلكه سوى الجابر.. بعشرة لاعبين يفجرها رباعية تاريخية في ليلة زرقاء بطلها سامي الجابر.. فعلها ولا يفعلها ولن يفعلها الا الاساطير.. هذا هوسامي الجابر فهل تصدقوني إن قلت: إني لم أكتب حرفاً واحداً في هذا المقال!! نعم هذه الحقيقة فالأحرف هي من كتبت نفسها والكلمات المبعثرة هو سامي وحده من لملمها بعد الشتات.. نقطة خارج السطر: كم أنت مرهق لإلهامي ياسامي