فاصلة: «لكم هو سهل سحق الحرية الداخلية للإنسان باسم الحرية الخارجية» (حكمة هندية، طاغور ) منذ الصغر ونحن نسمع كلمة «عيب» ونفهم أننا اقترفنا خطأً يستوجب الاعتذار أو على الأقل جلد الذات. في المجتمعات العربية تكثر الممنوعات التي تدخل ضمن نطاق العيب لأنها مجتمعات تفتقد إلى الوعي؛ فالممنوعات يحددها المجتمع الذي هو قابل للتغيير، ونحن ننساق لإرادته في تسليم تام يرهق حياتنا. على إرادتنا أن تكون أقوى من التابوهات في المجتمع بدلاً من أن نرضخ لسلطة العادات والتقاليد التي لا تتفق مع الدين لكنها تشكل عبئا علينا وتتحكم في قراراتنا المصيرية. الذين يسافرون للعيش في البلاد الغربية يعرفون تماما كيف أن ثقافة العيب لا توجد في تلك البلاد؛ إذ إن لديهم قوانين واضحة للتعامل وتعاليم واضحة أياً كانت ديانتهم. أما في مجتمعاتنا فلدينا تعاليم دين شامل لا يفقه البعض تطبيقه، ولدينا كم كبير من التابوهات التي تجعلنا أمام أولادنا جيل التقنية اشبه بالبغبغاء نردد: ممنوع. ولا نعرف حتى كيف نقنعهم بأسباب المنع. «عيب» هي التي وضعت حاجزاً بين الآباء وأطفالهم فلا يتحدثون أو يمزحون معهم «عيب» هي التي منعت وجود حوار بين الأزواج حتى باتت المنازل باردة «عيب» هي التي منعت الشباب من العمل في مهن لا يعيبها إلا نظرة المجتمع «عيب» هي التي منعت الشباب من الزواج بسب تصنيفات القبيلة «عيب» فعلت في حياتنا الكثير الذي لم يفدنا، حيث الناس الذين نخاف من أحكامهم علينا لن ينفعونا بشيء آمنت برب وضع في رؤوسنا عقولا تفكر لنعيش حياة أفضل وسخر لنا ما في الكون لنحيا بوفرة بينما نحن نترقب ماذا يقول الناس عنا فننشغل بحكمهم عن أنفسنا وراحتها!!