فخامة الرئيس : منذ عام 1979م ودول الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط تعاني من آثار تغير نظام الحكم في إيران ، فلم تكتف ثورة الخميني بإسقاط نظام الشاه، بل سعت إلى ما أسمته تصدير الثورة إلى دول الجوار ، فعملت على استقطاب وتحفيز الطائفة الشيعية في دول الخليج، وشكلت من المتطرفين فيها وفي منطقة الشام واليمن أتباعا يأتمرون بأمر القيادات الاستخباراتية الإيرانية، وبنت من هؤلاء الأتباع تنظيمات وخلايا سرية منتشرة في طول المنطقة وعرضها، تتلقى المعونات المالية والتدريبات العسكرية في إيرانوالعراق والبقاع اللبنانيةوسوريا واليمن والجزر الواقعة بين اليمن والحبشة، وأرتيريا. وهيأت الاستخبارات الإيرانية من هؤلاء الأتباع فرق موت، وبنت منهم عملاء جاهزين لتنفيذ ما يطلب منهم ، لإثارة الفوضى وإحداث التوتر في المناطق القابلة للاشتعال بحجة وجود أقليات شيعية تطالب بالحقوق المزعومة، كالبحرين مثلاً، وكما حدث في مكةالمكرمة 1407ه من تخريب وإفساد منظم من قبل الحجاج الإيرانيين ، تحت لافتة البراءة من المشركين، وكذلك في نفق المعيصم بمكةالمكرمة 1410ه من إطلاق غازات سامة خانقة أدت إلى وفاة أعداد كبيرة من الحجاج ، بقصد زعزعة الأمن وإظهار السلطة السعودية غير مسيطرة ولا قادرة على ضبط الأمن، وتبين من التحقيقات وقوف السفارة الإيرانية في الكويت خلف تلك الأعمال المشينة. وتوالت محاولات التخريب وإثارة الاضطراب والسعي لإفساد العلاقة بين المملكة وأمريكا باستهداف المجمع السكني الضخم في الخبر عام 1416ه الذي كان يقطنه مئات من الخبراء والموظفين الأمريكيين في شركات أمريكية متعاقدة مع المملكة. لقد كانت تلك فترة مشحونة بأفعال سيئة تعبر عن نية مبيتة لإثارة الاضطرابات والفوضى في المملكة، ولا يمكن أن يفهم أي تفسير آخر لتلك الأعمال التي كشفت لوسائل الإعلام أو التي لم تكشف بعد. فخامة الرئيس: إن العبارات المعسولة التي تحدثت بها إلى وسائل الإعلام بعد انتخابك رئيسا لا تتساوق أبداً مع اللهجة العدائية التصعيدية ضد المملكة من شخصيات إيرانية دينية أو سياسية أو عسكرية، ولا تتفق مع ما يذاع أو يكتب في وسائل الإعلام الإيرانية أو القنوات العربية التابعة لإيران في لبنانوالعراق والبحرين وغيرها ، كالعالم والمنار والميادين والمسيرة والاتجاه واللؤلؤة وآسيا، وغيرها من ذلك الطابور الإعلامي العربي الطائفي أو المشترى، وكلها تثير الشحناء وتزرع الفرقة والبغضاء وتنشر الأكاذيب وترسي أسس الطائفية المذهبية وتوقد أوارها وتؤلب على استهداف دول المنطقة، حاملة رايات وهمية كاذبة لاستدراج تعاطف الغوغاء والعامة ، كتحرير القدس، وتدمير إسرائيل ! فخامة الرئيس : إذا كنت تعني ما تقول ، وتعلم أن تأزيم العلاقة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج والسعي إلى تصعيد التوتر سيلحق الضرر ليس بدول المنطقة فحسب ، بل بإيران نفسها ، فلابد من أن تتبع الأقوال الطيبة أفعال طيبة أيضا تمسح الماضي السيئ وتبدأ مرحلة جديدة بين البلدين من حسن الجوار! فخامة الرئيس عليك أن تسحب فرق الحرس الثوري ومليشيات بدر وحزب الله وما يماثله من فرق القتل من سوريا، وأن توقف دعم النظام الدموي الدكتاتوري في دمشق ، عليك أن ترفع يدك عن الشام، وأن تنتهي مسيرة الاغتيالات للشخصيات اللبنانية السياسية والإعلامية البارزة التي ينفذها حزب الله المدعوم من إيران! إن استقرار الشام مرهون بتغيير الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة القائمة على تكوين حزام فارسي يرتدي العمة الشيعية يلف الجزيرة العربية من الشمال حيث سورياولبنان، ومن الجنوب حيث اليمن الحوثية القادمة، ومن الشرق حيث العراق الواقع تحت الهيمنة الإيرانية والبحرين التي تخض خضا باليد الإيرانية من تحت الطاولة لزعزعة نظام الحكم فيها! فخامة الرئيس: هل في وسعك أن تبني عهدا جديدا مع دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ، قائما على الصداقة والتعاون والتكافؤ ، بتغيير خطط التوسع لإعادة بناء الإمبراطورية الفارسية التي لا تعيش إلا في المخيلة كالأحلام الجميلة؟!