تغرب شمس أعز إنسان يرحل عنا.. في ذهول في صمت ينقبض الخاطر تختنق المشاعر.. أبكتني الفاجعة المؤلمة، وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا والدي لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا جل جلاله {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.. وجزاك الله عنا خير الجزاء، وغفر الله لك يا صاحب القلب الحنون.. بقلوب مؤمنة صابرة راضية بقدر الله وحكمته ورحمته، ففي يوم الأحد الموافق 15-12-1434ه.. في تلك الأيام العظيمة من شهر الله العظيم، رحل والدي المربي الفاضل الوالد الأستاذ ناصر عبد العزيز ناصر الحميدي.. ذهب إلى جوار ربه.. إلى جوار ربه الرحمن الرحيم الغفور. يا الله ما أصعبه من خبر فقبل وفاته بيوم كان سعيداً مبتسماً فرحاً يسبّح ويهلل، تعلو الابتسامة محياه يحيط به أبناؤه بالمشفى، حيث كان على موعد مع خروجه من المشفى بعد أن منَّ الله عليه بالشفاء، يلملم إخوتي الأوراق وينهون إجراءات الخروج، شاءت قدرة الله لتسوء حالته فأدخل العناية المركزة، ومع بزوغ فجر يوم الأحد وعند الساعة السادسة والنصف فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها، رحمك الله يا أبي رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته، الحمد لله أن قبض الله روحك وأنت مؤمن بقضاء الله وقدره، صابراً محتسباً على ما حلّ بك من أمراض مزمنة، وما أصاب كل مريض تكفيرٌ لذنوبه - بإذن الله -، لن أنساك يا أبي ما حييت لن أنسى تربيتك، لن أنسى توجيهاتك، لن أنساك معلماً فاضلاً، لن أنسى توجيهاتك وخوفك على أبنائك، ولن أنساك وأنت طريح الفراش، لن أنسى كل شيء، لن أنسى توديعك في مغسلة الأموات، لن أنسى تلك الجموع الغفيرة التي أدت الصلاة عليك، رحمك الله رحمة واسعة يا والدي يا أستاذي يا كل شيء في حياتي.. رحمك الله يا من زرعت الابتسامة وحب الخير في أبنائك. إلى جنان الخلد يا والدي العزيز.