عانق البحر الجبل في قرية جازان التراثية، راسماً لوحة تضرب ببعدها في أعماق التاريخ، على أرض المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية 29، ضمن البيوت الأثرية والتقليدية لمناطق ومحافظات المملكة، التي تحتضن مختلف ثقافات الوطن ومورثه الشعبي والثقافي والحضاري، عندما ترمز القرية كمعلم حضاري لحقبة زمنية من تاريخ منطقة جازان العريق والمرتبط بحاضرها المزدهر. وكشف المشرف على قرية جازان التراثية في الجنادرية إبراهيم محمد الحازمي أن القرية وبتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز لا بد أن تبرز الصور الحية للتنوع الثقافي والحضاري تبعاً لبيئة المنطقة وتضاريسها، لافتاً الانتباه إلى أن فتح القرية أبوابها لزوار المهرجان الذين يجدون بالقرية تجسيدا متكاملا لتاريخ منطقة جازان ببيئاته المتنوعة وثقافته وحضارته المتميزة منذ القدم. ولخص قرية جازان التراثية بالجنادرية بقوله: القرية تدون حقيقيا لحقيقة إنسان المنطقة المبدع الذي طوع موارد البيئة الطبيعية منذ قديم الزمان فتحولت بيوتا وأواني وأثاثا بل تحولت عملا وجهدا وحياة فغدت حضارة ماثلة يتباهى بها إنسان الحاضر ويعمل على التواصل معها ليربط بين أجيال الماضي وأجيال الحاضر أملا في مزيد من العمل والجهد والحياة لغد أكثر تطوراً ورقياً. وقال: إن القرية راعت أن يلفت البيت الجبلي أنظار مرتادي المهرجان بعمرانه الصلب وقوة تصميمه ومتانته الملائمة للبيئة الجبلية التي تحولت منذ القديم بيوتا وعمرانا ومدرجات وحقولا زراعية وبهجة وحياة، فيما تبرز في البيت التهامي «العشة الطينية»، حيث بساطة الحياة التهامية وأناقتها عبر شكل العشة المخروطي وأصوات الأواني المعلقة بداخلها و»طراحتها «الممتدة والقعادة الخشبية «المكان المعد للجلوي». وأشار إلى أن مشاركة قرية جازان التراثية في الجنادرية راعت التنوع في بيئة منطقة جازان من خلال نصبها للبيت الفرساني الذي يجسد البيئة البحرية في جزيرة فرسان التي تبدو ماثلة ببيتها حيث البحر واللؤلؤ والأصداف إلى جانب تشييدها للمطعم الشعبي الذي يحظى بإقبال متواصل من قبل زوار المهرجان للحصول على أصناف الطعام التقليدية والشعبية التي اشتهرت بها منطقة جازان ومنها المرسة والمغش والحيسية والخمير فيما يقدم الحرفيون في جانب آخر من القرية عروضا لأنواع الحرف التقليدية القديمة بمنطقة جازان. وأفاد الحازمي أن القرية هيأت مساحة بها لتكون ساحة عرض للفنون الشعبية التي دأبت المنطقة على تقديمها، التي تستهوي كثيراً من عشاق الألعاب والرقصات الشعبية، حيث تقدم الفرق الفنية رقصات السيف والمعشى والزامل والربش والعزاوي ورقصات فنية أخرى تطرب لها الآذان عبر إيقاعات تميزت وتفردت بها فنون جازان. وعد المركز الحضاري بقرية جازان التراثية معلماً يظهر واقع المنطقة التنموي المزدهر، حيث يتم خلاله عرض أبرز المنجزات الحضارية التي شهدتها منطقة جازان حالياً ومنها جامعة جازان ومدينة جازان الاقتصادية ومصفاة البترول وضاحية الملك عبدالله والمدينة الصناعية والمدن الطبية وغيرها من معالم المنطقة التنموية.