التعصب ظاهرة قديمة حديثة؛ من خلال علمنا بالحروب والصراعات التي وجدت بالكتب التاريخية على مر الأزمان، نجد أن التعصب هو أحد أسبابها المشتملة على جميع المفاهيم سواء للدين أو العرق أو اللون فمازالت هذه الظاهرة موجودة حتى وقتنا الحالي آلة مدمرة للشعوب، وقد صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1981م إعلان يمنع ويحارب جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين والمعتقد اللذين من أهدافهما انتقاص حقوق الإنسان في دينه ومعتقده وتقييد حريته. ومن مسميات هذه الآلة (التعصب) التمييز العنصري والطائفي والجنسي والتعصب الكروي. سأكتفي بالحديث عن التعصب الكروي لكونه أكثر انتشاراً في مجتمعنا وأصبح كالوباء يهدد جميع أفراد المجتمع الواحد تلو الآخر الصغير قبل الكبير. فكرة القدم لم تعد للتسلية والمتعة كما كانت في السابق بل وسيلة للسب والشتم وانحدار في الأخلاق،فقد أصبحت تقسم أبناء البلد الواحد إلى أقسام عدة بسبب تعصبهم لأندية كروية يؤدي إلى انتشار بينهم العداوة والبغضاء والفرقة فهذا يبدو واضحاً كالشمس لمن يرتاد مواقع التواصل الاجتماعي على مختلف مسمياتها، ومن أسبابه: الفراغ، حدوث مواقف تاريخية قد تؤثر على الأشخاص مستقبلاً، الاهتمام المبالغ لكون كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى، اختفاء ثقافة الاحتراف وعدم تقبلها من قبل اللاعبين، الأخطاء التحكيمية التي تؤدي إلى إشعال نار الجماهير، الإعلام الفاسد والتصريحات الاستفزازية من قبل أحد أعضاء النادي، الحب الشديد للنادي لكونه من منطقة المشجع أو لأسباب أخرى. ومن عاصر الثمانينيات منا وعلى وجه التحديد عام 1985م لا ينسى كارثة ملعب هيسل الذي لقي 39 شخصا مصرعهم مع إصابة 600شخص،وأيضا مذبحة بور سعيد في العام المنصرم (2013م) راح ضحيتها 74 قتيلاً وتعتبر أكبر كارثة رياضية في تاريخ الرياضة المصرية، كل هذه الكوارث والأحداث لا تمت لكرة القدم بصلة، فكرة القدم رياضة جميلة يجب أن ندرك أن الهدف الحقيقي منها التسلية والمتعة لا غير مع تقبل الخسارة والإدراك بأن هذه لعبة فائز وخاسر، وفتح مجال الاحتراف بنطاق أوسع والتزام اللاعبين بالروح الرياضية،وللجهات المعنية دور في إخماد الإعلام المروج لإشعال هذه الأزمة وإخماد الفتنة سريعا لكيلا يحدث مالا يحمد عقباه.