نقل عني الأستاذ يوسف بن محمد العتيق في كتابه (من جماز إلى الإنجاز) توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- عندما كان نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ورئيساً للحرس الوطني بإبقاء أبواب مكاتب المسؤولين مفتوحة طيلة ساعات الدوام الرسمي أمام المواطن والمراجع. وقد ذكرت أن هذا التوجيه السامي كان له الأثر الكبير في تقوية العلاقة بين المواطن والمسؤول، وحل قضايا وأمور المراجعين بيسر وسهولة وسرعة. ذكرت هذه المقدمة، وهذا الموقف من سيدي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- عندما ذكر بعض المواطنين ما يعانونه من صعوبات بالغة في مقابلة المسؤول. ويقصدون بالمسؤول الذي له علاقة بمشكلة أو أمر يهم مواطناً وليس أي مسؤول. والمواطن عندما يطلب مقابلة مسؤول ما لابد أن يكون لهذا الطلب هدف. قد يكون هذا الهدف مجرد سلام وأداء للواجب حيث تكون هناك علاقة بين المواطن الطالب والمسؤول المطلوب، قد يكون المواطن يعطي أهمية واحتراماً وتقديراً لتلك العلاقة، والمسؤول لا يشعر بذلك، وقد يكون الهدف حل مشكلة تهم المواطن عجز الموظف المعني عن حلها. وقد يكون الهدف عرض مقترحات وآراء تخص الجهاز الذي يعمل فيه المسؤول. ومهما يكن الهدف فإن المواطن له الحق في مقابلة المسؤول، والمسؤول له الحق في تحديد الزمن الذي يقابل فيه المواطن بحسب ظروف العمل، والزمن الذي يقضيه مع المواطن بحسب الموضوع الذي يطرحه. يعلم كل مسؤول مهما كان ومهما علت مرتبته أن كراسي المسؤولية دواره، ولو لم تكن كذلك لما وصل إلى هذا الكرسي، ولبقي المسؤول الذي سبقه على ذلك الكرسي. وليعلم المسؤول أنه إذا بخل بوقته وبجاهه، وبحسن تعامله، واستقباله للمواطنين فسوف يستغنون عنه، وسوف تحل مشكلاتهم وقضاياهم بدونه بشكل أو بآخر. وليعلم المسؤول أن عدم احترام المواطن والمراجع وتقديره، وبناء علاقة طيبة معه سوف يخلق للمسؤول سمعة سيئة، ومكانة متواضعة، سوف يبقيها كرسي المنصب وسلطاته إلى حين يترك ذلك المسؤول مكانه، وعند ذلك يعرف ما قدم لنفسه، وكما يقول الشاعر: ومن يكن ذا فضل فيبخل بفضله على أهله يستغنى عنه ويذمم والحالات الواقعية في مجتمعنا كثيرة، ولا أرى إدعاء المسؤولين بأن وقتهم لا يسمح باستقبال المواطنين والتحدث إليهم، ووضع كل منهم في المكان الذي يستحقه، لا أرى ذلك عذراً ومبرراً مقبولاً، وكما قيل: نعيب زماننا والعيب فينا وليس لزماننا عيب سوانا خاطرة برقت لي في هذا الصباح رأيت إشراك قراء الجزيرة معي فيها.. والله الموفق.