الدول المتقدمة تتوجه إلى الخدمات التقنية توفيراً للوقت وتوفيراً للجهد وتيسيراً على طالبي الخدمة؛ فضلاً عن تقليص الزحام بالطرق وبخاصة في المدن الكبيرة. وفي بلادنا تم توجه عدد من المؤسسات الحكومية إلى خيار (الخدمة التقنية)، وفي مقدمة هذه الجهات (وزارة الداخلية وفروعها) والشيء العجيب، بل الجميل: أن وزارة الداخلية على أهمية أعمالها بل وسرية بعضها تفوقت على المؤسسات الحكومية في هذا التوجه، وأصبح المواطن والمراجع يتمتع وهو بمنزله أو مكتبه أو استراحته بطلب الخدمة التي يريدها من بطاقة أو تصريح أو إقامة أو رخصة، وليس عليه سوى خطوة لا تستغرق سوى دقائق، وبعد ذلك يتم استلامها والتي ستأتيه لاحقاً بالبريد، وهذه الخطوة التقنية عمل كل متطلباتها عبر جهاز بحجم الكف بين يديه. ولم تتوقف تسهيلات وزارة الداخلية على هذا الأمر أو يقتصر الأمر على خدمات فروعها لكن وصلت تسهيلاتها إلى هرم الوزارة: سمو الوزير ومكتبه حيث تم إنشاء مركز الاستقبال بمكتب سمو الأمير باسم (مركز الاستقبال الاتصال الإلكتروني) بالرياضوجدة، ويحظى هذان المركزان باهتمام ومتابعة سمو الأمير، وهذا المركز ييسر أي خدمة أو طلب يريدها المواطن أو المراجع من سمو الوزير، وفي مركزي الرياضوجدة، قسم رجالي وقسم نسائي، حيث يتسلم المركز أي خطاب أو طلب موجه إلى سمو الوزير يصل إلى الوزير خلال مدة وجيزة ويعرف المراجع نتيجة طلبه عبر الجهاز الذي بجيبه أو منزله، ويوضح عقيد سعود الجميعة مدير مركز الاستقبال والاتصال الإلكتروني أبرز خدمات هذا المركز للمواطنين عبر لقاء معه بصحيفة (الرياض) قال فيه: (من بين هذه الخدمات تلقِّي كافة معاملات المراجعين وطلباتهم للوزير والرفع بها إلكترونياً، وبشكل مباشر إلى مكتب سمو الوزير شخصياً ومتابعتها والاستعلام عنها وإشعار المراجع بما يتم حيالها أولاً بأول دون الحاجة لمراجعة مقر الوزارة لمتابعتها، حيث توفر هذه المراكز على المواطنين عناء الوقت والجهد الذي يتكبده الكثير في الذهاب لمقري الوزارة في الرياضوجدة والبحث عن موقف لسياراتهم، ومن ثم الخضوع لإجراءات الدخول المعتادة والانتقال بعد ذلك للقسم المختص لتقديم ما لديهم من معاملات أو مراجعات أو طلبات قد تستغرق وقتاً طويلاً منهم، وهو ما تمت مراعاته في المراكز الجديدة التي تستقبلهم وتقدم لهم خدمات الضيافة في صالة الانتظار التي لا يستلزم بقاؤه فيها إلا لحظات حتى يحين موعده، ومن ثم تقديم ما لديه لموظفي قسم العمليات الذين يستقبلون الطلبات ويصنفونها على حسب نوعها قبل إدخالها إلكترونياً لتأخذ دورتها في العمل حتى تصل للجهة المختصة بالوزارة لمعالجتها). ولا يقتصر الأمر على إيصال الخطابات والطلبات فيمكن للمراجع مقابلة الوزير والحديث معه وجهاً لوجه عبر مركز الاتصال بعد ترتيب وتنسيق مقابلة الوزير مع المركز. لقد قدم المركزان بالرياضوجدة خدمات كبيرة وميسرة للمراجعين والمراجعات من سعوديين وغيرهم، وخلال من سنة 19/2/1434ه إلى 21/2/1435ه تم استقبال ما يقارب 18800 مراجع، منهم (15300) رجل و (3500) امرأة (14500) مواطن و (4300) مقيم، وبلغ عد المكالمات الصادرة والواردة لمركز الاتصال الخاص بمركز الاستقبال ما يقارب (22000) مكالمة وتم إرسال (5900) رسالة نصية. وكما يقول العقيد النشيط سعود الجميعة: إن هذا المركز لا يكتفي بخدمة المراجع بل يستنير بآراء المراجعين والمواطنين لإبداء ملاحظاتهم وتقييم مستوى الجودة، حيث يطلب ذلك من خلال التقييم بالجهاز بعد الاتصال والمراجعة، وذلك من أجل المزيد من التطوير والتيسير. وحرصاً من سمو الأمير محمد بن نايف على تيسير هذه الخدمات لكافة المواطنين والمراجعين وستشمل هذه الخدمات كافة مناطق المملكة خلال الفترة القادمة فتح مراكز الاستقبال والاتصال الإلكتروني في كافة المناطق وعندها لا عناء سفر سيواجههم عند مراجعة مكتب سمو الأمير لإيصال معاملاتهم.