الابتسامة مفتاح القلوب وهي الجمال والرونق والعنوان الذي يقرأه الآخرون على محياك واللغة العالمية التي تفهمها جميع الشعوب، ومن لا يملكها فالقلوب في وجهه موصدة ولو تظاهر من حوله بالتبسم له فهي ابتسامة بلا شك زائفة، والمبتسمون هم أول المستفيدين من ابتساماتهم في وجوه الآخرين في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا الابتسامة تورث في النفس الفسحة والسرور وتريح الروح من بعد العناء وتكون كالماء البارد للعطشان، وكالظل الظليل لمن ألهبته الشمس، وتبسمك في الدنيا صدقة تنال بها الأجر من الله في الآخرة فها هو إمام المبتسمين محمد- صلى الله عليه وسلم- يقول (تبسمك في وجه أخيك صدقة) فأنت حين تبتسم تنال الصدقة بأجرها من الله جل وعلا، نحن نفتقد الابتسامة والتعامل الحسن والمصداقية مع الأسف الشديد في زمننا هذا وخصوصاً من بعض من نرى ظاهرهم الاستقامة والصلاح فمنهم من يقابل الناس بوجه مكفهر غضوب ويرى أن لو ابتسم لفقد هيبته واهتزت مكانته!!، وتلك حجة شيطانية فمهما بلغت مناصبهم ومهما بلغت همومهم ومشاغلهم ومسؤولياتهم فلن يصلوا إلى عشر معشار ما عليه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فهو نبي الله ورسوله وهو قائد الأمة وهو الذي يحمل الهموم كلها، فكيف يتغنى أولئك بالاقتداء به عليه الصلاة والسلام وهم متجهمون جافون في تعاملهم مع الناس!!، أين أولئك من نماذج معاصرة من أهل العلم والفضل والمكانة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر عضو هيئة كبار العلماء صاحب المعالي الدكتور الشيخ عبدالله المطلق- حفظه الله- ذلك الرجل السمح رحب الصدر، ذلك الذي يغمرك بحميميته، ومع ذلك كله لم يفقد وقاره بل له ثقله ومكانته في قلوب الناس بمختلف مشاربهم، وتلاحظ إقبال الناس عليه لا لشيء إلا لأنه أقبل عليهم بقلبه وقابله!!، نعم يوجد متجهمون لا يبتسمون في وجوه الناس من غير المتدينين ولكن المتدينون دائماً هم تحت المجهر ومحط أنظار الناس لأن الناس يرونهم يمثلون الدين!!، وهذا بلا شك من الخطأ فلا يقاس الدين بتصرفات الأشخاص وخصوصاً في زمننا هذا، فليس كل من ظهر للناس بسمات التدين يعني أنه متدين، وفي المقابل ليس كل من لم يلتزم في ظاهره بسمات التدين يعني أنه غير متدين، فالحكم على درجة تدين الشخص ينبني على مدى تطبيقه لكافة تعاليم الدين وخاصة إذا جاء الدينار والدرهم أو جاء تصدر المجالس والملتقيات أو جاءت الغيبة والنميمة!!، فكم من الناس خدعوا بأشخاص سماتهم التدين!، لذا من الغباء المطبق أن نربط ثقتنا بالشخص من مظهر تدينه فقط، نعم يجب على من تدين أن يعكس الصورة الحقيقية لهذا الدين العظيم الذي دخل شرق آسيا ومناطق العالم الأخرى بالأخلاق والتبسم وحسن التعامل والمصداقية والوفاء بالوعود والعهود والرحمة بالناس كلهم، فوالله لو أن المسلمين ذهبوا إلى تلك البلدان بوجوه متجهمة وتعامل فظ وكذب وغدر لما دخل أهل تلك البلاد في دين الله أفواجا!!. وهنا لست أطالب المتدينين فقط بالتبسم وحسن المعاملة بل أطالب الجميع دون استثناء بذلك فالمسلم مسلم سواء كان متديناً أم غير متدين فهو مطالب أينما وجد أن يكون سفيراً لدينه ولوطنه وأهله وهنا تكمن الأهمية.