انتظر العرب والمحيط الإقليمي وحتى الدولي سنين عدة حتى يكتشفوا خبث وإجرام نظام بشار الأسد، ليقود سورية إلى أكبر كارثة في تاريخ هذا البلد الحضاري الذي عرف قبل الميلاد مجتمعاً حضارياً متعدداً، وقبِل قادة المنطقة في شاب غر مغرور أن يحاضر عليهم في كل قمة عربية وهو الذي كان خيار الصدفة، لأنه أصلاً لم يكن مهيأً للقيام بأي دور سياسي، إلا أن القدر منحه فرصة حكم أقدم بلد عربي بعد أن تعرض شقيقه باسل إلى حادث طريق أودى بحياته، ليرث بشار طبيب العيون ويعد على عجل لحكم سورية خلفاً لأبيه وهو لم يصل إلى الخامسة والثلاثين. العرب جميعاً سبروا غور بشار الأسد وتحملوا وزر جرائمه ونظامه في سورية ولبنان ومع هذا صمتوا..!! تحالف مع نظام عنصري وطائفي (ملالي إيران) ضد العرب جميعاً وظهر بوضوح هذا التآمر في لبنان وفلسطين. نشر الإرهاب والاغتيالات السياسية في لبنان بدءاً برفيق الحريري ووصولاً إلى الوزير محمد شطح، مكملاً إجرام والده قاتل السياسيين والصحفيين كالسياسي اللبناني كمال جنبلاط والصحفي سليم اللوزي. زرع العصابات والخلايا الإرهابية ووظفها في جميع الدول العربية لابتزاز الدول العربية بهؤلاء المجرمين، فساعد في تأسيس مليشيات حسن نصر الله وفتح الإسلام، وأخيراً داعش. هذا السجل الإجرامي للنظام السوري ما كان له أن يستمر لولا التغاضي وعدم اتخاذ موقف حاسم وجاد تجاه هذا النظام وإنقاذ الشعب السوري. غير بعيد عن سورية تتكرر الأخطاء ويستنسخ نوري المالكي نفس تجربة آل الأسد، وفعل مثل نظام الأسد باعتماده على نظام الملالي لتكريس الانقسام الطائفي والعرقي مستهدفاً المكون الرئيسي والأساسي للشعب العراقي، من خلال تقسيم أهل السنة بين العرب والأكراد والتركمان ومن ثم استهداف العرب السنة الذين واجهوا حرب إبادة باتهامهم باحتضان الإرهاب، وهو أسلوب استعملته كثير من الأنظمة للتخلص والتضييق على خصومها، فنوري المالكي يعمل وبكل الطرق على تجديد حكمه للعراق لفترة ثالثة بإعادة انتخابه رئيساً للوزراء رغم فشله طوال الثماني سنوات الماضية ورفضه حتى من جماعته (التحالف الشيعي)، ولهذا فقد افتعل معركة إخلاء ساحات الاعتصام في الأنبار مدعياً بسيطرة تنظيم القاعدة على تلك الساحات، علماً بأن العراقيين والعرب جميعاً يعلمون أن الذي دحر القاعدة هم رجال العشائر العربية السنية الذين حاربهم المالكي بإرسال قوات من خارج محافظاتهم، وبعد ورطة المالكي في الساحات وتمكن القاعدة وداعش المتواطئة مع نظامه ونظام الأسد من احتلال الفلوجة والرمادي عادت القبائل العربية في الأنبار لطرد هذين التنظيمين الإرهابيين. شخص صاحب تاريخ طائفي إجرامي يتلاعب بدولة كبيرة كالعراق من أجل مصالح انتخابية شخصية، يمارس كل هذا العهر السياسي يسكت عليه العرب!. وتتغاضى عن أفعاله أمريكا التي جلبته لحكم العراق رغم كل مؤامراته ضد العراق والعرب مع حليفه الطائفي في إيران. صمت وتغاضٍ مريبان، لا بد وأن يقودا العراق إلى نفس المصير الذي تعاني منه سورية، وما لم يبادر العراقيون لطرد هذا الأفاق السياسي سيجدون أنفسهم مثل السوريين مشردين في ديار العالم ومهجرين أكثر في بلادهم.