الاتصال والتواصل الفعال من أهم الركائز الأساسية للنجاح سواءً كان على المستوى الوظيفي (بين الرئيس ومرؤوسيه) أو على مستوى العلاقات الشخصية العامة، حيث إن ذلك يعتبر ذا أهمية عالية جداً في فن الإدارة. فالرئيس القادر على الاتصال والتواصل الفعال مع مرؤوسيه هو ذلك الملم بفن الاستماع الجيد ودقيق الملاحظات والمبدع في أتخاذ القرار. ويظهر ذلك جلياً من خلال قدرته على قراءة أفكار موظفيه وفهم حالاتهم المزاجية وقيمهم واهتماماتهم. مما يجعله يتكيف بشكل فوري معهم ويقدم التعليمات لهم بدون أي صعوبة تذكر وذلك من خلال بعض المبادئ والأسس التي يجب أن يتحلى بها الرئيس وعلى سبيل المثال لا الحصر: 1- كسب قلوب مرؤوسيه مما يؤدي إلى الثقة المتبادلة: في معظم بيئات العمل الرديئة وغير المنتجه نجد أن المرؤوسين لايثقون برئيسهم، فعندما يكون لدى المرؤوسين شعور بالثقة بالرئيس فهم يستثمرون أوقاتهم في أداء العمل والتمييز في المخرجات وتحقيق الأهداف المرجوة منهم، وهذا خلاف ما يحدث لو كان الرئيس ذو سمعة سيئة وغير نزيهة.. وضع في اعتبارك ان الناس تستطيع ان تغفر أشياء كثيرة حين توجد الثقة، ولكن نادرا ما تغفر أي شيء عندما تغيب الثقة بينهم. 2- تكلم بصفتك الشخصية حين تحادثهم: توقف عن إصدار تعليمات نيابة عن الشركة وتواصل مع موظفيك بصفتك الشخصية كمنظم للعمل، توقف عن الإملاء أو إصدار الأوامر وتحاور معهم. وكون معهم علاقات شخصية وانخرط في المحادثة معهم ولا تصنع بينك وبينهم أي حواجز خوف ورهبة أو مستويات إدارية.. فبهذا سوف يكون لك التأثير الأكبر عليهم.. فهناك حقيقة كبيرة تقول: (الناس لا تهتم بحجم ما تعرف من معلومات, بل بمدى اهتمامك بهم)، فعليه إذا كنت لا تطور علاقات ذات معنى مع فريقك لن تعرف أبدا ما هو حقا ما يدور في أذهانهم وبذلك يتشتت العمل وتضيع المسؤوليات. 3- كن واضحاً: فالوضوح أفضل من الغموض، تعلم كيفية التواصل بوضوح وتعلم الأسلوب البسيط والموجز فهو دائما أفضل من المعقد والمربك الذى لا يمكن فهمه.. وتذكر بأن من أساسيات القائد المتميز أن يتقن كيفية الدخول في صلب الموضوع مباشرة - ومن المهم أيضا أن تتوقع نفس الشيء من الآخرين. فمن المهم أن تعي كرئيس قيمة الإيجاز والوضوح والتخلص من الكلمات والجمل الزائدة وجعل كلماتك معدودة واضحة ومحددة المعنى. 4 - التركيز على العطاء: أفضل القادة (الرؤساء) ليس فقط من لديهم شهادات عليا، بل أفضلهم هو من لديه براعة في تحديد الأهداف ونقل الأفكار والتوفيق بين التوقعات، ويتعامل مع مرؤوسيه باحترافية عالية وإلا فلن تجد أي عطاء أو تجديدا في إدارتك. 5- امتلاك عقل متفتح: فالعقل المغلق هو واحد من أكثر العوامل التى تحد من الفرص الجديدة.. العديد من المرؤوسين يخشون من الرئيس وجهات النظر المعارضة، في حين أنه ينبغي على الرئيس أن يتفهم ما يدور في أذهان المرؤوسين والاستفادة مما يضيفه الرأي الآخر. استفد من الحوارات المفتوحة مع أولئك الذين يواجهونك، أو ينتقدون ما تعرضه بتحد لك، لأن ذلك يعتبر تطويرا لنفسك ولقدراتك, وكذلك قد يحتوي على شيء جديد قد يكون غائبا عنك. تذكر أن كل رأي مهم، فكن على استعداد لمناقشة الأمر بعقل مفتوح ورغبة فى التعلم وتحقيق مصلحة العمل وضع بين عينيك هذه المقولة (استمع للناقد والحاقد فالأول يصحح مسارك والآخر يزيد من إصرارك). 6- اصمت واستمع: القائد (الرئيس) يعرف متى يتكلم، فالقائد الملهم يجيد مهارة الاستماع أكثر من مهارة التحدث. 7-استبدل الأنا بالتعاطف: ابتعد عن عبارات الغطرسة والتضخيم لنفسك ولأعمالك, تحدث بكل أريحية واحترام مع المرؤوسين وأثن عليهم وعظم أفعالهم بأعينهم فبهذا العمل تستطيع أن تجعلهم يقدمون أكثر لك وللعمل. 8- قراءة ما بين السطور: توقف لحظة وانظر إلى أي قائد عظيم في هذه الحياة، ستجد أنه بارع جدا في قراءة ما بين السطور ولديه قدرة خارقة على فهم ما لا يقال، فكونك الرئيس لا ينبغي أن تعتبرها تذكرة لزيادة حجم الخطابة وتظل تتحدث دون ان تترك المجال لأحد ليعبر عن رأيه أو يضيف شيئا. ابق عينيك وآذانك مفتوحة وفمك مغلقا وسوف تندهش كيف يتم رفع مستوى وعيك بمن حولك أو وعيك التنظيمي نتيجة هذا الفهم. 9- اعرف الموضوع الذى تتكلم عنه جيداً: لا تتحدث فيما لا تعرفه أبداً، ليس عيباً أن تسأل أهل الخبرة والاختصاص. فكونك رئيسا لا يعني ذلك بأنك موسوعة علمية فكرية متكاملة بالعكس فأنت من البشر يعتريك النقص والكمال لله سبحانه وتعالى.. استشر وادرس ودقق بحديثك قبل ان تتكلم. 10- التحدث إلى الجماعات كأفراد: القائد الملهم في بعض الأوقات وليس دائماً لا يوجد لديه متسع من الوقت للتحدث إلى مرؤوسية كل موظف على حدة. القائد الذى يجيد الاتصال يمكنه تفصيل رسالة للتحدث إلى عشرة اشخاص في غرفة اجتماعات أو ألف شخص في قاعة ويجعلهم يشعرون كما لو كان يتحدث مباشرة إلى كل واحد منهم كأفراد. معرفة كيف تدير التواصل وإنشاء المصداقية والثقة والألفة مع الحاضرين هي مفاتيح نجاح الاتصال الناجح. 11- كن مستعدا لتغيير الرسالة إذا لزم الأمر: عنصر آخر من استراتيجية القيادة المتميزة للفريق والتي نادراً ما يتم تلافيها وهي كيفية منع رسالة من ترك تأثيرا سيئا على المرؤوس، يجب أن تضع في اعتبارك بأنه لن تحصل على تفاعل ناجح من قبل المرؤوسين إذا لم يكن هدفك هو التوافق بالأفكار والمقترحات مع من يتم التواصل معهم.. خلاصة القول كلما كان لديك رسالة للتواصل (مباشر، أو بشكل غير مباشر) تأكد من ان الرسالة صحيحة ومعدة بشكل جيد، ومدعومة بمنطق صلب محدد ومنسق وواضح ودقيق. والأهم من هذا كله، أن تضع في اعتبارك كونك رئيسا لا يعني بأنك الآمر الناهي، وآراؤك وتحليلاتك ليست دائماً في كفة الصواب بل يعتريك ما يعتري البشر.. فكن قائداً مرنا حاذقا متقبلا لكل انتقاد حتى لو كان هذا الانتقاد من فريقك، فبذلك تستطيع وبدون أدنى شك أن تصل إلى قمة النجاح وتخلق في أرواح فريقك حب التحدي وصنع النجاح..