فاللهم لك الحمد والثناء، وبيدك القدر والقضاء. آمنّا بك ورضينا بقضائك؛ ففي يوم الخميس 23-2-1435ه فُجعتُ بوفاة الأخ العزيز والقريب الحبيب: أبي فهد أحمد بن سليمان الطيار - عليه رحمة الله - وكم كان الخبر مُحزناً ومؤلماً، ولا أقول إلا ما يرضي ربّنا: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا، واخلف علينا خيراً»... وبحكم القرابة والصّلة -أوّلاً- ومزاملته في عضوية مجلس إدارة جمعية الغاط الخيرية لسنوات -ثانياً- وقبل ذلك وبعده الوفاء الذي يدفعني لكتابة بعض الخواطر عنه؛ فإنّي أقول: ) عرفتُ الفقيد سليم الصدر، طيّب القلب، يسعى للخير، ويحبّ نفع الغير، والشواهد والوقائع كثيرة لا تُحصى، ويعرفها الكثير. ) أبو فهد -رحمه الله- كان مضرب المثل -بيننا- في صلة الرّحم والتواصل، حريصاً على جمع أفراد الأسرة؛ وله قصب السبق في ذلك. ) كان الفقيد ذا همّة وقّادة، وعطاء متجدّد؛ حيث عمل في إدارة تعليم البنات، فأنجز ما أنجز بشهادة الجميع. وعمل في جمعية الغاط الخيرية -متطوّعاً- وكانت له بصمات وآثار خالدة، أسأل ربّي أن تكون في ميزان حسناته. ) زاملته في عضوية مجلس إدارة جمعية البرّ؛ فرأيتُ منه حرصاً ومثابرة وتحمّلاً، فكان حبّ العمل يسري في دمه، فأثمر ثمراتٍ يانعة، سيقطف أجرها -بإذن الله الرحيم الغفور. ) كان فقيدنا لفعل الخير سبّاقاً؛ فإذا ما دُعينا -في محيط أسرتنا- للوقوف مع أحد أفرادها إلا وتجد أبا فهد -رحمه الله- أوّل المبادرين، وقد وقفتُ -بنفسي- على شيءٍ من ذلك؛ فبذل وأنفق وأعان من يريد الزّواج، وساهم في تفريج كربة مَنْ احتاج. وأخيراً الكلام -عن الفقيد- يطول، والخواطر في الصدر تجول؛ فالمصاب كبير، وممّا يخفّفه أن الفقيد جاءه أجله في ليلة الجمعة، وهو يباشر عمله في مقرّ الجمعية، مترئساً لاجتماع مجلس إدراتها. وصلّي عليه بعد صلاة الجمعة، في حضور مهيب، وشهد دفنه خلق كثير بدأ التأثر على محيّاهم، وسابقت عبراتُهم عبارات عزائهم ومواساتهم؛ وما رأيناه -أيام العزاء- من توافد الجموع من داخل المحافظة وخارجها، وتتابعت الاتصالات تعزّي في وفاته، فسبحان من جعل له هذه المكانة. كما أن ذكره الطّيب، وسيرته الحسنة، هي الباقية بعد رحيله؛ فأنْعِمْ به من ذِكر، وأكْرِم بها من سيرة. وقبل الختام: الموت أكبر واعظ؛ وقد تخطانا لغيرنا، وسيأتي اليوم الذي يتخطّى غيرنا ليصل إلينا؛ فالله الله بالاستعداد لهذه اللحظة، التي لا نعلم متى تكون؟ اللهم إن فقيدنا في ضيافتك فأكرم وفادته، اللهم أحسن عزاء عمّتي في زوجها، واربط على قلبها وقلب أولاده، وإخوانه، وأخواته، وأقاربه. اللهم إنه بذل جهده ووقته في سبيل الخير؛ فاجزه أحسن الجزاء، واجعل قبره روضة من رياض الجنّة، وأدخله -برحمتك- دار النعيم. والله من وراء القصد