عندما يدرس الطالب أو الطالبة المناهج التي وضعتها وزارة التربية والتعليم بكل جد واجتهاد، وهم يأملون في دخول كلية الطب أو الهندسة ويحصلون على مجموع 90 أو 95 بالمائة ويشعرون بالفخر ويحدوهم الأمل في أن يصبحوا أطباء أو مهندسين فإن هذا الأمل يتبخر عند أدائهم لاختبار القدرات والقياس. هذا الاختبار هو مجموعات من الأسئلة الخارجة عن المناهج التي درسوها وعبارة عن معلومات عامة ولغة إنجليزية ليجيب عليها الطالب أو الطالبة في مدة قصيرة لا تكفي لاستيعاب الأسئلة والإجابة عليها. وإذا نجح الطالب أو الطالبة فإن مجموعه ينخفض تبعاً للإجابة على تلك الأسئلة، فبدلاً من مجموع فوق التسعين في المائة يصبح أقل من الثمانين بالمائة مما يحطم أحلامهم ويلغي آمالهم في دخول الكليات التي اجتهدوا في الثانوية ليدخلوها ودرسوا لعدة سنوات بكل جد واجتهاد المناهج التي وضعتها وزارة التربية والتعليم. وإذا رسبوا في اختبار القدرات والقياس فإن عليهم أن يدفعوا مرة أخرى مائة ريال ليتجاوزا هذا الاختبار الخارج عن المناهج والذي بلا شك سوف يخفض من مجموعهم من الدرجات. إن هذا الاختبار وبكل بساطة يمكن أن يضاف إلى المنهج في الثانوية العامة ويقسم إلى أكثر من مرة مع المناهج التي يتم الاختبار بها بدون فرض مائة ريال ويجيب عليه الطلبة والطالبات ضمن الإطار التعليمي إذا كان هذا ضرورياً وبدلاً من مائتي سؤال تكون خمسين أو ستين سؤالا عن المعلومات العامة واللغة الإنجليزية في إطار منهجي متقدم. ومثل هذا الاختبار هناك أيضاً برنامج توفير الكفايات الأساسية للوظائف التعليمية وهو برنامج تعليمي مدته خمسة أيام لتأهيل المعلمين والمعلمات الذين تخرجوا بالفعل من كليات المعلمين والمعلمات، وإذا أخفقوا في نهاية هذا البرنامج لا يتم توظيفهم كمعلمين ومعلمات بعد أن درسوا أربع سنوات علم النفس أو علم الاجتماع وطرق تدريس وهم مؤهلون للقيام بالتدريس بعد أن درسوا وحضروا التدريب الميداني بكل جد واجتهاد. خمسة أيام تقرر ما إذا كانت السنوات الأربع التي درسوها تستحق أو لا تستحق أن تؤهلهم ليكونوا معلمين ومعلمات، وأياً كانت هذه الأيام الخمس الخاصة بالبرنامج فهي أيضاً يمكن ضمها للمناهج التي يدرسها الطلبة والطالبات بدلاً من حرمانهم من أداء الوظيفة التي عملوا من أجلها سنوات عديدة، فهل هذه الأيام الخمسة بديل عن تلك السنوات وهل هي مقياس للتوظيف أو الحرمان من التعيين على وظيفة مدرس أو مدرسة ونحن بحاجة ماسة لخدمات هؤلاء. ولقد اهتمت الدولة رعاها الله بالتعليم وأنفقت المليارات من أجل تعليم المعلمين والمعلمات وقبل هذا التعليم العام بموجب تطوير التعليم وفق برنامج خادم الحرمين الشريفين متعه الله بالصحة والعافية بتطوير التعليم من ناحية تطوير المناهج وبناء المباني الخاصة بالمدارس والجامعات وتحسين مستوى التعليم وابتعاث الطلبة للدراسة في الخارج، فلماذا نضع العراقيل أمام أبنائنا وبناتنا ونقتل أحلامهم بهذه الاختبارات والبرامج التي لا يوجد لها مثيل في الدول الأخرى. وإنما تكون اختبارات القدرات من أجل الكليات الفنية التي يتوجه إليها الطلبة للدراسة وتحتاج لقدرات معينة كالقدرة على الرسم أو التشكيل الفني، كما أن البرامج التدريبية للتدريب على الكفايات الأساسية في كليات مثل الكليات العسكرية بعد أن يقبل الطلبة في الكلية يتم تدريبهم لمدة شهر أو أكثر على الأمور الأساسية التي تدرس بالكليات العسكرية وليس لحرمانهم منها. والله من وراء القصد.