حول ما نشرته صحيفة الجزيرة بالعدد (15065) ورداً على الكاتبة ميسون أبو بكر.. في زاويتها (الأشرعة) بموضوعها ما معنى الفساد..؟ لست أدري. أقول إن الفساد.. هو إذهاب ما في الشيء من نفع وصلاحية والفساد هو خروج الشيء عن حد الاعتدال والصلاح ولكل من الفساد والإفساد معناه المادي الملموس في البيئات الفطرية ومدلوله المعنوي الضمني لسلوك الإنسان في البيئات الاجتماعية. الفساد ليس إدارياً أو طبياً أو أكاديمياً فقط ولكن قد يكون الفساد أخلاقياً ودينياً واعتقادياً. الفساد يا سادة.. كلمة ذكرها الله عز وجل بالقرآن الكريم فقال تبارك وتعالى {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (وهذا معناه أن الفساد موجود لا محالة ولكن الله عز وجل أشار إليه بماذا يا سادة.. بما كسبت أيدي الناس.. فعد يا تاجر واحسب يا محاسب وتحايل يا محايل وتلثم بغطاء الدين يا عالم.. والحق الحق يصبح باطلا والباطل يصبح حقا كما قال عز وجل: {وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}. وماذا.. بعد ماذا.. {لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.. نعم لعلهم يرجعون عن التحايل بالمصطلحات النظامية والتحايل على النظام والانتظام والتحايل عن إبرام الحجج حتى يكون الحق باطلا والباطل حقا.. لم يجعلوا الفساد محصورا بل حتى الشريعة الإسلامية لم تسلم من شره فترى الفتاوى العجيبة والغريبة والتى يكون همها وقصدها الشهرة على ضفاف جهنم.. لم يتركوا مجالا إلا والفساد لحافه. وليس إلا أن نقول جميعا.. لعلهم يرجعون.. ويصيبون الحق ويلتمسوا النور الذي أشرقت له الظلمات ولعلها قاعدة نقتبسها.. وهو النور حقا إن أشرق على الظلام لاح هذا الفساد.