انتهى دور المجموعات في البطولة الأكثر توهجاً ومشاهدةً في عالم المستديرة على مستوى الأندية في العالم يوم الأربعاء الماضي، وتأهل على رأس المجموعات الثماني (لدور الستة عشر) كلاً من: مانشستر يونايتد، بايرن ليفركوزين، ريال مدريد، غلطة سراي، باريس سان جيرمان، أوليمبياكوس، بايرن ميونخ، مانشستر سيتي، تشيلسي، شالكة، بروسيا دورتموند، أرسنال، أتليتكو مدريد، زينيت سان بيترسبورج، برشلونة، ميلان. لأول مرة في تاريخ دوري أبطال أوروبا يتحصل فريق على عدد اثنتي عشرة نقطة ويفقد فرصة التأهل للأدوار النهائية. حدث ذلك عندما تفوق نادي نابولي الإيطالي على ضيفه أرسنال الإنجليزي وفاز عليه بنتيجة (2-0) ليتساوى كل من بروسيا دورتموند، أرسنال، ونابولي بنفس الرصيد النقطي، حيث لعب فارق الأهداف دوراً جوهرياً في وصول ممثلي ألمانيا وإنجلترا لدور الستة عشر ومغادرة ممثل إيطاليا لمنافسات بطولة دوري الأبطال وانتقاله للعب منافسات الدوري الأوروبي (البطولة التي تأتي خلف دوري الأبطال من جميع النواحي). لأول مرة في تاريخ دوري أبطال أوروبا يتأهل فريق للأدوار النهائية برصيد ستة نقاط فقط، حدث ذلك مع نادي زينت سان بيترسبورج الروسي الذي لعب ست مباريات، فاز في واحدة وتعادل في ثلاث وخسر اثنتين، ليخطف بطاقة التأهل بصورة غريبة من ناديي بورتو البرتغالي وأوستريا فيينا النمساوي الذي تحصل كل منهما على خمس نقاط. تبلغ قيمة الجوائز المالية لدوري الأبطال مبلغا وقدره (910) ملايين يورو، وزعت على قسمين: القسم الأول يقدر بمبلغ (507) ملايين يورو، يوزع بصورة مكافآت للأندية منذ بداية أولى المباريات حتى نهايتها. أما القسم الثاني فيوزع حسب قوة النادي الدعائية وحقوق البث التلفزيوني وشعبية الأندية داخل بلدانها، وتصل قيمة تلك المكافآت إلى مبلغ قدره (410) ملايين يورو. المكافآت المالية للنادي الذي يحقق لقب البطولة تصل إلى مبلغ وقدره (37) مليون يورو (تمنح له من القسم الأول البالغ 507 ملايين يورو)، فيما يتحصل كل فريق شارك في البطولة على مبلغ وقدره (2.1) مليون يورو في دور المجموعات، وتتحصل الأندية المتأهلة على رأس المجموعات على مبلغ وقدره (3.5) مليون يورو، وفي حال تخطي دور الستة عشر وبلوغ دور الثمانية فإن المكافآت المالية تبلغ ما يقارب (4) ملايين يورو لكل فريق يصل إلى نصف نهائي المسابقة، بينما تحصل الفرق التي تبلغ الدور ربع النهائي على مبلغ (5) ملايين يورو. وتصل جوائز المباراة النهائية إلى (16) مليون يورو، يكون نصيب البطل منها (10) ملايين يورو، والوصيف مبلغ يقارب (6) ملايين يورو، مع الأخذ في الاعتبار أن المكافآت المالية الخاصة بالقسم الثاني توزع حسب الكثير من المعايير أهمها القوة الدعائية وحقوق البث التلفزيوني والشعبية الجماهيرية، وهو ما جعل يوفنتوس وميلان الإيطاليين يتحصلان على مكافآت مالية في الموسم الماضي أكبر من البطل بايرن ميونخ الألماني ووصيفه بروسيا دورتموند الألماني. المكافآت المالية الكبيرة هي سر الشغف الكبير لتصارع الأندية الأوروبية وتسابقها على دعم صفوفها بأفضل اللاعبين المحترفين، وبالعودة إلى صفقة ريال مدريد مع جاريث بيل أو برشلونة مع نيمار (على سبيل المثال لا الحصر) فإن تلك الأندية دفعت الملايين وهي تعلم تماماً أنها ستستردها عن طريق حقوق بيع القمصان والاشتراكات وحقوق البث وارتفاع معدل الشعبية والكثير من القنوات التي تدر الأموال عليهم بالإضافة إلى المكافآت المالية الضخمة الخاصة بدوري الأبطال والبطولات المحلية. ما يثير الغرابة حقيقةً (وبعيداً عن دوري أبطال أوروبا) هو كيف لأنديتنا في الوطن العربي لأن تتعاقد مع لاعبين بعقود تفوق مبلغ (15) مليون ريال، في حين أن المكافآت المالية لبطولة الدوري السعودي (مثلاً) لا تتخطى مبلغ (3) ملايين ريال، مع عدم وجود قنوات أخرى تدر الأموال عليها بصورة منتظمة! (باستثناء عقود الرعاية لبعض الأندية الكبيرة).