تصهل خيول الليل فوق جبال الغواية تسكن الخيبات جسد هذا النحيل مسافر بلا حقائب ولا أمتعة ولا زاد يركب بحراً بلا سفينة يلقي طوق نجاته عند بوابة الميناء يمد يده النحيلة... يصافح الوداع يلوح للباكيين لحظة الوداع يعانق الصيادين يغرق في تفاصيل الوداع يغرق في بحر بلا دوار يغادر مدينته الحزينة يتسلل كالليل فوق سطح السفينة ثابت كالشراع تهزه الموجة... يصمد في وجه الريح يفتح رسالة أمه يقرأها... أي بني ... لا تركب البحر دون وداع فالبحر يخطف منا الأماني الجميلة ويهب لنا الدوار... لا بحر بلا دوار أي بني... اكتب لحبيبتك الوداع فقد لا تعود ولا يعود بك البحر... فيجتبيك البحر ويفترسك هذا المدار لا بحر بلا دوار طوى أوراقه في جيبه ثم توقف واستدار يلمح مدينته الحزينة مثل جزيرة مهجورة تسكنها الخفافيش والتراب أغمض عينيه يغالب النعاس مكث يتلو تراتيله يسترجع أحلامه القديمة يلقي إلى الماء صورته... أو صورة حبيبته خوفاً عليها من الدوار يستنطق البحر... ما بال شمسك يا بحر مائلة وماؤك ما به دوار لا عطر بلا ورد... لا بحر بلا دوار **