في سبيل إلهام كل من يفتقر إلى الأفكار، أمضيت الشهر الماضي على استكشاف المصادر المحدّدة التي ألهمت كبار مؤسسي الشركات. وأجريت استطلاعاً شمل 50 صاحب مشروع خلال ثلاث مراحل مختلفة من المبادرات التي أطلقوها (مراحل ما قبل التمويل، والنمو، والاستحواذ/الإدراج في البورصة)، وأجريت مع 15 صاحب مشروع منهم مقابلات مفصّلة للمتابعة. وبالنظر إلى أن 90 في المئة من الأفكار التي سمعتها تتناسب عموماً مع إحدى الفئات المذكورة أدناه، ثمة احتمال كبير بأن يتجلى مشروعك الجديد المقبل ضمن القائمة التي سأعرضها. وفي ما يلي أهم خمس أفكار ألهمت شركات ناشئة: 1. اختبرتُ ألماً في إحدى مراحل حياتي وأردت تخطّيه: من المؤكد أن أكبر مصدر أفكار لدى المشاركين في الاستطلاع تمثل بالإحباط الذي اختبره المؤسس في حياته (أو حياتها) الشخصية. هل تساءلت يوماً عن القيمة الفعلية لمشاكلك الشخصية؟ اسأل كنت بلانكت، الذي أسس شركة «سالاري دوت كوم» عندما قرر أن يوظف أمين سر، واكتشف أنه لا يعرف أي راتب يدفع له. 2. التقيتُ بشخص موهوب، وأسّسنا شركة معاً: إن كنت مهتماً بإطلاق شركة، أنظر في محيطك، ولا سيما في مقرّ عملك أو مدرستك. 3. لدي مهارة أو هواية مميزة، وحوّلتها إلى عمل: كرّس ساعة من وقتك على صياغة قائمة بمهاراتك الشخصية وهواياتك، ومن المحتمل أن تجد نفسك أمام فكرتك الكبيرة التالية، مع الإشارة إلى أن المؤسسين ضمن هذه الفئة شديدو الإدراك لقدراتهم الذاتية، ويبحثون عن طرق مبتكرة لتحويل تجربتهم في العمل وهواياتهم إلى شركات متكاملة. 4. بعد أن عملتُ مطوّلاً في أحد القطاعات، رصدت حاجة لدى العملاء: هل تعتقد أن السنوات التي أمضيتها على العمل الدؤوب داخل مؤسسة لن يثمر إلا عن راتب تقاعدي مقبول جزئياً؟ لو استفدتَ من خبرتك للتفكير ملياً في الحاجات التي لم تتم تلبيتها لدى عملائك، قد تكون سلكت الدرب الصحيح باتجاه تحقيق ثروة، مع الإشارة إلى أن المؤسسين ضمن هذه الفئة عملوا طوال سنوات داخل قطاع أو في محيطه، قبل أن يطلقوا شركة على صلة مباشرة بذلك القطاع. 5. استكشفتُ أفكاراً كثيرة، وضيّقت نطاق بحثي، حتّى رسا خياري على فكرة واحدة: يستغل الأفراد الأذكياء مصادر المعلومات الجديدة، على غرار تلك المتوافرة على موقعي «كوورا» أو «هاكر نيوز»، لإجراء بحث «ينطلق مما هو خصوصي باتّجاه ما هو عمومي». وفي مرحلة لاحقة، يتخلّصون تدريجياً من الخيارات، في إطار عملية موجّهة من البيانات، للتوصل إلى فكرة أعمال واحدة، مع الإشارة إلى أن بعض الأشخاص بلغوا مرحلة عالية من الرقي في مجال رصد نماذج الأعمال والشركات التي أثبتت فعاليتها، بهدف رصد النماذج الأكثر نجاحاً وتطبيقها ضمن أطر جغرافية جديدة. وبالتالي، ما الذي يعنيه ذلك لذاتك التي تطمح إلى إطلاق مشروع، وترغب في تحقيق أهداف كبيرة؟ إن كان يصعب عليك الانطلاق، توقف. وبدلاً من ذلك، استنبط من الموارد الخصبة في محيطك أفكاراً تلهمك لتأسيس شركة ناشئة، وابدأ بإجراء تجارب صغيرة تؤكد نظرياتك. وكذلك، حافظ على تواضعك واعمل بنشاط، ومع بعض الحظ، قد تنجح في إطلاق مشروعك الكبير التالي.