إن المملكة العربية السعودية كبقية دول العالم يوجد فيها حالات فساد ولاسيما في قطاعات الدولة المختلفة والتي جعلت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يبادر إلى إنشاء جهاز متخصص (الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد) لمحاربته ومحاسبة المتسببين في إفشائه، وقد استبشر المواطنون بهذه المبادرة الواعية من خادم الحرمين الشريفين التي ستوفر الكثير من الأموال التي يتم اختلاسها من ميزانيات قطاعات الدولة المختلفة، وبالفعل تم تأهيل هذا الجهاز بالكوادر العلمية المؤهلة وأصحاب الخبرة والذين باشروا في أداء مهامهم ولا حظوا الكثير من التجاوزات ولاسيما في المشاريع التي يتم تنفيذها والمشاريع المتعثرة بالإضافة إلى عدم تقيد بعض الدوائر الحكومية بالأنظمة التشريعية الصادرة من الدولة ورفعوا الكثير من التقارير عن الممارسات التي تصنف بأنها تصب في الفساد الإداري إلى المقام السامي. هذه الجهود تُشكر عليها (الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد)، ولكن لا يمكن محاربة الفساد بمعزل عن الجهات الأخرى وخصوصاً الإعلام بجميع صوره المرئي والمسموع والمكتوب بالإضافة إلى تقنية المعلومات الأخرى لأن الإعلام هو الذي يتم متابعته من الجميع ويدخل إلى الناس بدون حواجز وأسوار، وكثيراً ما أثار بعض القضايا التي لا تخلو من الفساد بمفهومه العام لأن الفساد لا يقتصر على هدر المال العام بشكل مباشر إنما يتعدى إلى أبعد من ذلك، فالإسراف في المياه والكهرباء واستخدام سيارات الدولة خارج الدوام الرسمي يعتبر من الفساد، والقضايا التي يتأخر البت فيها من قبل المحاكم هي كذلك أيضاً، وما يتم تناوله في وسائل الإعلام من قضايا، وهذا ما أنا بصدد الحديث عنه في هذه المقالة ولاسيما في الصحافة الورقية، حيث نجد صحفنا المحلية معظم ما يتم نشره فيها يتناول الأجهزة الحكومية وأداءها وهموم وملاحظات المواطنين المتنوّعة ولكن للأسف لن تجد أي استجابة إلا ما قل من هذه الدوائر ضاربة عرض الحائط بكل ما يكتب والدليل على ذلك انظر إلى التعقيبات التي ترد إلى الصحف المحلية فتجدها قليلة جداً وهذا يؤكّد أنهم يعيشون الفساد ويمارسونه وليس عندهم ما يردون به وتناسوا، واعتقد أن عدم استجابة بعض الدوائر الحكومية عن ما يطرح في وسائل الإعلام هو من أسباب تفشى الفساد؛ فجهاز مكافحة الفساد لا بد من إدخال مصطلح إعلامي خاص بالفساد على غرار الإعلام التربوي على سبيل المثال يكون دوره متابعةما يُكتب ويُطرح في وسائل الإعلام المختلفة من قضايا وتجاوزات وتقصير من بعض الدوائر الحكومية وتكون من مهامه الأولى محاسبة الجهة الحكومية التي تتجاهل ما يثار في وسائل الإعلام وعدم تعقيبها عليه ولا شك أن إقدام جهاز مكافحة الفساد على ذلك سوف يجعل المسؤولين في الأجهزة الحكومية يستشعرون المسؤولية المطلوبة منهم لأن عدم تجاوبهم عن ما يطرح في وسائل الإعلام يصب في الفساد الإداري وهذا ما نأمله من جهاز مكافحة الفساد أن يكون الإعلام حاضراً ضمن الإدارات التابعة له. والله من وراء القصد ،،،