) لا أعرف كيف أبدأ؟! وماذا أقول؟! فالمسؤولية أمامي كبيرة! وأمامي صرح خيري.. أمر بالقرب منه.. وأجهل ما يدور في فلكه! وكيف تصنع الخيرية فيه؟! قلعة للجود والكرم والبذل والعطاء.. وربما شاركني غيري من الذين لا يعرفون منها إلا رسمها واسمها (جمعية البر الخيرية بمحافظة الرس) والتي تلقيت منها رسالة قصيرة قائلة: أنت مدعو إلى اجتماع الإعلاميين.. عرفت أنني سأتجاوز أسوارها واكتشف أسرارها وأغوص في قلب العمل الخيري.. وقبل هذا تواردت الأفكار والمشاعر فكل ما رسمته في ذاكرتي أنها جمعية حملت تاريخاً ناصع البياض منذ ولادتها فهي أم كبيرة بطعم الحنان وهبها الله مواساة الفقراء والمساكين.. مرة تواسيهم بالمال وأخرى بالمكيال ناهيك عن الكساء والغذاء.. لها عيون كاشفة تقرأ الأحوال وتعرف الهزيل والفقير.. بل تحمل ريشة ترسم السعادة والفرح في عيون الأطفال الصغار.. تمسح دمعة الأيتام، وحتى تكتمل الصورة لك أيها المتابع أنقلك معي إلى رحلة الخير واجتماع الأقلام في ساحة البر والإحسان حتى تعيش معي جزءاً من صناعة الخيرية في هذه القلعة المباركة. ) في المحطة الأولى كان استقبالنا من شيخ فاضل اسمه حمد العقيل رئيس مجلس الإدارة، والذي بعد الترحيب بنا حملنا أمانة عظيمة وهي نقل الواقع بكل شفافية وطرح وجهات النظر عن السلبيات والايجابيات والنقد الهادف والفكرة الجميلة.. شيخ أصدر حكماً جميلاً أن الاعلام بأنواعه ووسائله هو من يخدم العمل الخيري.. هنا شعرت أنه رمى الكرة في مرمانا.. وربما أحسست أننا مقصرون!! وفي الحقيقة إنني ازددت ثقة بهذه الجمعية لأن هذا الشيخ الذي عرف بالإخلاص وحب عمل الخير يقف في رأس الهرم وفقه الله. ) في المحطة الثانية لنا بدأت الجولة على أركان وأقسام المستودع الخيري الكبير والذي هو القلب النابض والمعمل المنتج.. والمختبر الذي تفحص من خلاله صادرات الخير، فهذا المستودع هو خازن للتبرعات والصدقات فأنت أمام أقسام للتبريد هنا ومصانع للتمور هناك.. وقسم للرجيع الذي يعاد بيعه.. وورش تحاول أن تعيد الحياة من جديد إلى أجهزة معطلة حتى تصبح فاعلة وقابلة للاستعمال.. وأخرى تبث روح الجمال في الأثاث وغرف النوم حتى تستفيد منها فئة اجتماعية. أما قسم الأسر فكان هو الباحث الاجتماعي وهو من يقوم بدور المنسق والخادم لكل بيت لم تبتسم له الحياة فيزودهم بمجموعة من البطاقات متعددة الألوان والأشكال والأغراض لكل منها خدمة إنسانية.. فهي مفتاح مالي أو عيني يدخل الفرح والسرور ويفك أزمة مالية أو مادية عن كل معسر في هذا المجتمع المتراحم بكل سرية تامة بعيداً عن جرح الكرامة وفضول المتطفلين لن أزيد لكنني أدعو المنصفين لزيارة هذا الصرح الخيري الذي يسير على خطوات مدروسة وواضحة ومنهج سليم ويقف وراءه إدارة حكيمة عادلة. ) واصلنا زيارتنا الاستكشافية في عالم الخير في محطتنا الثالثة إلى أقسام أخرى فتشرفنا بالوصول إلى لجنة الأيتام وكأنها تقول إنني هنا أحمل هم الطفل اليتيم وتذكرنا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم في الجنة) وتحمل شعار (تكافل) وعرفنا أنه ما أجمل أن تمسح دمعة اليتيم ليس بالمال وحسب ولكن بالقرب منه والحوار معه فهو أخونا الصغير. ) أما المحطة الرابعة فهي مركز (صفاء) لمكافحة التدخين تدخل إليه وأنت تشعر بالنقاء والصفاء إنه مركز صحي هدية من الجمعية للأهالي والمقيمين ليساعدهم على إيجاد بيئة صحية نظيفة بلا تلوث.. وهي تقول لكل من يمارس عادة التدخين أهلاً وسهلاً بك نحن نساعدك على الإقلاع.. من خلال عيادة متكاملة زودت بكل أجهزة الكشف والتعقيم والقياس.. وسيارة تساهم في الوصول إلى كل مكان جماهيري.. وكان المشرف الأستاذ خالد بن صالح الدبيان هو من يقود هذه العيادة المتكاملة بالتعاون مع مجموعة من شباب الوطن وكلنا فخر وإعجاب بالهمم العالية. ) وعن محطتنا الخامسة والأخيرة فهو القسم النسائي.. فإدارة الجمعية شعرت أن النساء شقائق الرجال ولهن هموم ومتطلبات وبرامج خاصة وخبرات متنوعة.. فكان القسم النسائي بمثابة رئة خيرية واجتماعية وثقافية لنساء وفتيات المحافظة لها إدارة مستقلة.. فكان الإبداع الخيري حاضراً ولمسات الجمال بارزة للعيان ولم يُخف (الفريق الإعلامي) دهشته بل كانت وقفة إعجاب وتقدير لكل الأسماء النسائية الوطنية التي تقف خلف هذا الإبداع. وفي إدارة الجمعية ومكاتبها المتنوعة تقف إدارة حكيمة وواعية تدير كل التفاعل الخيري وتحاول أن تشارك المجتمع المحيط بكل مناسبة ترح أو فرح أو حتى للوطن فاسم جمعية البر (ماركة مسجلة) وشمس لا تغيب.. وإن تلك الإدارة وفي الوقت الذي تهتم بالبحث عن تعزيز بند الإيرادات وحسن تشغيل أوقات ومرافق الجمعية ودعم مواردها المالية.. فهي في نفس الوقت تحرص على صرفها في مكانها المناسب ولمن يستحق، وإذا أردت معرفة إدارة الجمعية الشابة فأنت أمام رجال نذروا أنفسهم ووقتهم وجهدهم بقيادة الشيخ ناصر سعد الدهلاوي مدير الجمعية ونائبه الأستاذ سليمان عبد الرحمن السلومي والمشرف على المستودع الخيري راشد الزيدي ورئيس قسم الأسر حكيم سليمان الغفيلي وبقية الطاقم الإداري والعاملين.. ليس في وسعنا إلا تقديم الدعاء العاطر لهم ان الله يوفقهم وأن يسدد خطواتهم ويبارك في أوقاتهم. ) وإنني في هذه المناسبة أنقل تطلعات وآمال كل منسوبي هذه الجمعية العزيزة إلى دعم مسيرة العمل الخيري في محافظة الرس بالأموال النقدية والمواد العينية.. وقنوات الاستقبال ميسرة لمن أراد ذلك فإن هذه الجمعية وغيرها من جمعيات الوطن الخيري غذاؤها ووقودها دعم الموسرين من التجار والمؤسسات والشركات بزكواتهم وصدقاتهم حتى أوقاتهم إذا أمكن ذلك.. وكما رأينا وشاهدنا فإن الكل يحمل شعاراً جميلاً هو الصدق والإخلاص. وقبل الختام أدعو جمعيتي العزيزة البر الخيرية بالرس ألا تقوم بدور (صناعة الفقير) السالب ويصبح العطاء الشهري والسنوي هو عامل (مهبط) ومخدر عن الإنتاج لكن أن تواصل برنامج الأسر المنتجة والشباب المنتج لأنه كما يقال العمل أمان من الفقر.. وأن تعمل على رأسه تلك الفكرة ومعوقاتها وتضع الحلول المناسبة لها. وكما يقال بالمثل (علمني كيف أصيد السمكة) ولا تعطني إياها.. وليس معنى هذه إقصاءهم لكن فتح الطريق أمامهم ودعمهم حتى يستطيعوا الوقوف. كما أدعو وزارة الشؤون الاجتماعية تلك الوزارة التي تصنف بالوزارة الإنسانية أن تنظر بعين العطف والشفقة إلى تلك الجمعيات بالوطن الغالي وتزيد من اعانتها السنوية حسب ما تبذله من جهد وإخلاص وبرامج وأن لا يتوقف رقم الإعانة المالي (القديم) بل يحدث إلى أرقام أعلى لأن أعداد المحتاجين والمستفيدين في زيادة متواصلة وإن الحاجة لم تعد للأكل والشرب.. لكن هموم الحياة لا تتوقف وظروف الأسر الفقيرة أزمات طارئة وإن كل عمل خيري اجتماعي في الداخل هو مساهم في الأمن الوطني بوجه عام بصورة مباشرة أو غير مباشرة ومساهمة مع جهود الحكومة الرشيدة الخاصة. وفق الله الجميع وإلى اللقاء.