في الأسبوعين الماضيين أتيحت لي فرصة استثنائية لمعايشة التفاعلات الدبلوماسية الخليجية في أوروبا.. وأسعدني جدا التداعم والتساند بينها. في فيينا حضر السفراء والدبلوماسيون الخليجيون والعرب نشاطاتنا الثقافية بين مؤتمر «الحوار مع الآخر « الذي نظمه باقتدار مركز الملك عبد الله للحوار , ثم مشاركة المملكة كضيف شرف في معرض الكتاب بدعوة من وزارة التعليم العالي. وفي مؤتمر قمة البرلمانيات في بروكسل كان أول المرحبين بنا - بعد سفير المملكة الأستاذ فيصل طراد، والدبلوماسي الأستاذ فيصل الزواوي - الوفدان الإماراتيوالبحريني ورئيس البرلمان العربي معالي الأستاذ أحمد الجروان من الإمارات ونائبته الدكتورة بهية الجشي من البحرين. وفقهم الله جميعا ولهم الامتنان. لا شك أن الاخوة تمنح شعورا بالقوة والتمكين. عيون المهتمين في العالم بالشؤون السياسية والاقتصادية مركزة على منطقة الخليج .. ورتم الحوارات العالمية والإقليمية والمحلية يتسارع ويزداد. وفي هذا كله يتضح أن الخليج وعلاقاته وأوضاعها المستقبلية هي مركز تكثيف الحوارات والنقاشات. منذ اكتشف النفط في المنطقة في الثلاثينات وبعد استقلال مشيخات الساحل الخليجي كدول ذات سيادة, كل المنطقة ترقص حينا على كف عفريت الخلافات وطبول الصراعات في الجوار, وحينا على إيقاع الفرح ودفوف الاحتفاء بالمنجزات. وعين العقل والحنكة أن تٌبنى الجسور لتردم فجوات الماضي, وتدعم السدود لتسند دفاعات المستقبل, ضد أي مترصد من الخارج يحاول استخدام سياسة التصديع ومبدأ «فرق تسد» . ويظل الخليجيون إخوة تاريخ دم متوارث, قبل أن يكونوا إخوة تتصارع على إرث الجغرافيا والموارد. نفرح معا ونحزن معا وندعم بقاءنا جميعا في أجواء من الأخوة الصادقة والبناء المستدام, على الرغم من اختلافات الرؤية من بعض القضايا ظرفيا. *** وبين سبتمبر وديسمبر منذ بداية الستينات تتابع على دول الخليج احتفالاتها بأيامها الوطنية منذ استقلت المشيخات كدول ذات سيادة منفصلة عن الانتداب البريطاني .. مثلها مثل كل دول العالم التي تحتفل كل عام, الواحدة تلو الأخرى, بأيامها الوطنية, ويتبادل رؤوس حكوماتها التهاني. وهي في ذلك تفعل ما تفعله دول العالم كله. لكنها فوق ذلك كله ست شقيقات يجمعهن الانتماء إلى خليج المحبة والتكامل. أبارك للعقد اللؤلؤي كله: الكويتوالبحرين وقطر والإمارات وعمان والأم السعودية قلب الجزيرة العربية تكاملها واحتفاءاتها .. ** فازت الإمارات العربية مؤخرا بالأكسبو لعام 2020 وصفقنا جميعا محتفين بمنجزها .. ويوم الاثنين كان يومها الوطني واحتفى به مواطنوها وقادتها وزائروها وبينهم آلاف من الخليجيين عاشقي الإمارات.. وفي هذه الأجواء الأخوية نحتفي مع الشقيقات بمنجزات كل منهن اقتصاديا واجتماعيا وعالميا كمنجز مفخرة للمنطقة الخليجية كلها وتقف معهن حين يتطلب الأمر الدفاع عن الأمن والاستقرار .. ونشارك كل منها احتفال أبنائها بعيدها الوطني بمنتهى الإعجاب والسعادة. ولم لا ؟ مازال التركيز الرسمي على تحسين الأوضاع اقتصاديا واجتماعيا. كل عام ونحن اخوة المحبة والبناء.