نظّمت جامعة حائل محاضرة بعنوان «الاضطرابات النفسية والأمن المجتمعي» للأستاذ الدكتور عبد الرزاق الحمد أستاذ الطب النفسي بجامعة الملك سعود، على مسرح كلية المجتمع في المدينة الجامعية، ضمن فعاليات معرض الكتاب الثاني الذي تحتضنه جامعة حائل هذا الأسبوع وترعاه جريدة الجزيرة، وقد تحدث الدكتور الحمد خلال محاضرته عن الاضطرابات النفسية وأنواعها المختلفة، كالانفصام والاكتتاب والاضطراب الوجداني، وأثر هذه الأمراض على صحة الإنسان، وتطرّق إلى علاج الأمراض النفسية وأثر علاجها المبكر على تحقيق الأمن المجتمعي والوحدة الوطنية. وحظيت المحاضرة بمداخلات عدد كبير من الجمهور الذي حضر للاستفادة من حديث الدكتور الحمد الذي يصنّف على أنه أحد كبار المتخصصين في هذا المجال عربياً، حيث أجاب باستفاضة شيقة استمرت حتى نهاية المحاضرة التي امتدت إلى أكثر من الساعتين، شهدت حضور عدد من قيادات الجامعة يتقدمهم معالي الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم مدير جامعة حائل. وذكر الدكتور الحمد أنّ هناك فئة من مرضى الفصام تصنّف على أنها حالات مزمنة صعبة، وهذه الحالات تكون استجابتها ضعيفة للأدوية والأعراض ومتقلّبة، ويكونون في وضع غير مستقر، أما بالنسبة للخطورة إذا كان المقصود ارتباطها بالعنف والجريمة، فمرضى الفصام يرتبطون بالجريمة في نوع واحد من الفصام، وهو النوع الاضطهادي القائم على الأفكار الاضطهادية وعلى الشكوك في الآخرين إنهم يضطهدون المريض أو يلاحقونه، فتكون عند بعضهم ردّة فعل ضد المجتمع أو ضد الناس الذين يعتقد أنهم يتعرّضون له أو يحاولون اضطهاده. وفيما يخص معاناة الطب النفسي من بعض الجاهلين لهذا العلم، يقول الحمد إنّ الطب النفسي يعاني من هذه المشكلة وبالذات مع بعض المتعصبين لآرائهم الشخصية الذين ينكرون جميع المدارس الأخرى دون الرجوع للأدلة العلمية، والطب النفسي تطوّر خلال الثلاثين سنة الماضية وبنى كمّاً هائلاً من الأبحاث العلمية الكبيرة والعميقة التي صدرت عن أكثر من مركز من المراكز البحثية المرموقة، وأثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنّ الأمراض النفسية أمراض لها أسباب عضوية ولها أسباب فسيولوجية وأسباب اجتماعية ونفسية، وكلها تتسبب في المرض النفسي بما يلزم إعطاؤه العلاج المناسب حسب حالته، فبعض المرضى يعالجون بالأدوية وبعضهم بالأدوية مع الجلسات النفسية، وآخرون بالأدوية والجلسات النفسية والتأهيل الاجتماعي والوظيفي والمني وغيره، ولذا لابد لمن يتكلم مع الرأي العام أن يكون على دراية وعلم، ويطرح القضايا بدليل علمي ويرجع للمؤسسات المحترمة عالمياً التي تنضبط بمعايير البحث العلمي التجريبي الصحيح، أما الحديث برأي أو بنظرة شخصية فهذه القضية انتهت فلم يَعُد العلم الطبي وعلم الطب النفسي خاضعاً لرأي شخصي أو نظرة شخصية أو انطباع خارجي يراه الإنسان بذاته من حالة أو حالتين للمرضى، أو من تجربة مختصرة في العيادة، وعليه أن يبني رأيه على الدليل التجريبي العلمي.