انتهى ديربي العاصمة بين الهلال والنصر بفوز فريق النصر عن جدارة واستحقاق, حيث أدى لاعبو الفريق الأصفر كل ما في وسعهم ليستعيدوا الصدارة بعد أن فقدوها, وقد لاحظ المتابعون للمباراة التزام جميع اللاعبين بأدوارهم وفق تكتيك معين رسمه لهم السيد كارينيو. وفي المقابل خسر فريق الهلال لأنه لم يكن في يومه, ولم يقم اللاعبون بأدوارهم, وشاهد الجميع مدى الارتباك الذي كان عليه حارس المرمى وخط الدفاع مع عدم تقديم كاستيلو للمستوى المأمول منه وعدم التزام عادل هرماش بموقعه. في الهلال أخطاء كثيرة يجب على مدرب الفريق الهلالي سامي الجابر التنبه لها ووضع الحلول المناسبة لها, فخط الدفاع الهلالي يئن ويصرخ بوجود الكوري هوان الذي لم يضف للهلال أي شيء عدا أنه استفاد من ملايين النادي التي أصبحت تذهب في غير موقعها, وبوجود يحيى المسلم أو ماجد المرشدي الذين لا يمكن الاعتماد عليهما خاصة أن المدافع الكوري في نفس مستواهما, أما ظهيري الجنب فالحال يرثى له, فالشهراني ياسر بعد أن كان في قمة مستوياته أصبح الآن لا يؤدي إلا بنصف مستواه بسبب نقله للجهة اليمنى, والعتب هنا لا يكون على ياسر الشهراني بل على من لم يجد حلا لهذه الخانة التي لطالما عانى منها الهلال منذ عشر سنوات, ولعل الظهير الأيسر ليس بأفضل حال من قلبي الدفاع, فالزوري ليس باللاعب الذي تستطيع الاعتماد عليه, فهو يؤدي مباراة في القمة ومباراة في القاع, وسلمان الفرج منذ أن وقع عقده الاحترافي وهو مشتت الذهن مبتعد عن مستوياته التي كان يمتعنا بها في أول سنواته وقبل توقيع العقد. أما مركز المحور فبعد أن كان سدا منيعا وحصنا حصينا أصبح هشا لا يمكن الاعتماد عليه في كل الأحوال, ومع مغادرة القيصر الروماني «ميريل رادوي» ورحيل عمر الغامدي ومشاكل خالد عزيز وكثرة إصابات عبداللطيف الغنام أصبح يشتكي من ندرة النجوم المحليين لدرجة الاستعانة بلاعبين أجانبين أحدهما كاستيلو الذي يعاني من بطء الحركة وعادل هرماش الذي لا يلتزم بمركزه وأصبح يجول كل أرجاء الملعب. أما مرمى الهلال فقد فقد صراخات وزئير الأسد الهلالي محمد الدعيع الذي لم يكن نصف فريق بل كان فريقا كاملا, وأظن خشبات المرمى أصبحت تبكي رحيله ويشاركها في البكاء عشاق ومحبي الفريق الهلالي الذين أصبحوا يرون مرماهم شبه خال, بل أحيان كثيرة يتمنون لو كان المرمى خاليا حتى لا تلج الأهداف التي أصبح يتسبب فيها حارس الفريق عبدالله السديري, ولعل الجمهور الهلالي يتساءل عن فايز السبيعي الحارس الذي تم التعاقد معه العام الحالي ليكون منافسا للسديري, ولكن الأخير أصبح الحارس الأول رغم الكوارث التي يتسبب فيها. يبقى أن نقول.. رغم كل تلك المشاكل الهلالية إلا أن الجمهور الأزرق ما زال يثق في قائدهم كتيبتهم ومدرب فريقهم سامي الجابر لحل تلك الإشكاليات, فالهلال الذي خسر ب»حماس» لاعبي النصر كان مهيأ لهزيمة منافسه وبسهولة ولكن الأخطاء المتكررة والشائكة تحتاج للمعالجة بهدوء, وأعتقد بأن أفضل الحلول لتلك الإشكاليات التي تمر على زعيم آسيا هي مغادرة الكوري هوان وجلب مدافع صلب وقوي, ومغادرة كاستيلو وجلب محور «دفاعي» سواء محليا أو أجنبيا, وحل أزمة الحراسة ومركز الظهير الأيمن. أما الجمهور الرياضي سواء الهلالي أو النصراوي أو غيرهما فنقول لهم الدوري ما زال في أرض الميدان, والمنافسة أصبحت شرسة خاصة مع تنامي حظوظ فريق الشباب المقبل من الخلف, وبتواجد فريق الأهلي الذي قد يعود للمنافسة متى استعاد عافيته.