منذ نجاح حسن روحاني في انتخابات الرئاسة في إيران والتصريحات تتردد في طهران وتتحدث عن نهج جديد لحكام إيران في التعامل مع الدول المجاورة. طبعاً مثل هذه الأقوال ينظر إليها جيران إيران من العرب على أنها مؤشر إيجابي، ولكن ما لم تقترن الأقوال بالأفعال يكون مردودها سلبياً لأن الجيران يعدونها نوعاً من التخدير لتحيد دول الجوار العربية حتى تنهي حكومة طهران من مشاكلها مع الغرب وتنتهج سياسة جيدة لا يقتصر على إطلاق التصريحات، فيما تتواصل الانتهاكات على الأرض. إيران يحدها العديد من الدول المجاورة، فهناك العديد من الدول تحد إيران من الشرق والشمال والجنوب، وسبع دول عربية تحد إيران من الغرب، ومع هذا نرى أن حجم التدخلات الإيرانية في شؤون جيرانهم العرب في الشرق يفوق كثيراً تدخلاتهم في شؤون الجيران الآخرين، صحيح أن أذربيجان تشكو من التدخل وباكستان كذلك، وتركيا أيضاً إضافة إلى التدخل السافر في أفغانستان، إلا أن كل ذلك لا يصل إلى حجم التدخل في الشأن العربي حيث تحتل إيرانسوريا بقواتها (الحرس الثوري) وعملاء من مليشيات حسن نصر الله وعصابات أبو الفضل العباسي، كما أنها تربك الوضع السياسي والأمني في لبنانوالعراق وتثير المشاكل في اليمن والبحرين فضلاً عن نشر شبكات تجسس في دول الخليج العربية ورعايتها لخلايا إرهابية نائمة. كل هذه الأفعال المؤكدة المرتكبة من قبل النظام الإيراني التي أقامت هيكلاً استخباراتياً وعسكرياً وسياسياً مهمته تنفيذ الأعمال الإرهابية في الدول العربية، حيث أنشأت فيلق القدس المرتبط بالحرس الثوري الذي يديره أحد أكبر جنرالات الإرهاب في إيران (قاسم سليماني) والذي يرأس هذا التنظيم الإرهابي منذ الحرب الإيرانيةالعراقية والذي يدير ويشرف على الحكومات العميلة للنظام الإيراني في سورياوالعراقولبنان ويحرك المليشيات التي تمولها إيران في تلك الدول إضافة إلى ما هو موجود في البحرين واليمن. أمام هذا التدخل السافر للنظام الإيراني في شؤون الداخلية العربية الذي يصل في بعض الدول كسوريا إلى اشتراك قوات إيرانية في قتل الشعب السوري وتعطيل المؤسسات الدستورية في لبنان وسلب القرار السياسي في العراق. أمام هذا التدخل السافر تتناثر التصريحات من كبار المسؤولين الإيرانيين الجدد بأنهم يسعون إلى تحسين العلاقات مع جيرانهم العرب. هذه التصريحات قوبلت بترحاب من قبل كل الدول العربية وبالذات دول الخليج العربية التي طالبت أن يقترن القول بالفعل أي أن تكون أعمال الإيرانيين وحلفائهم ولا نقول عملائهم، تتناسب مع هذه الأقوال، فليس مقبولاً أن تحارب جيوش إيرانية وطائفية لبنانية وعراقية ويمنية وبحرينية في سوريا، ويقولون إننا نسعى إلى علاقات طيبة مع الدول العربية. إيران بدلاً من أن تواجه مشاكلها وإشكالياتها مع من يختلفون معها من الدول الغربية وغيرها من الكتل الدولية وتحلها بالتراضي، تحاول توظيف الأوراق العربية للحصول على مكاسب استراتيجية على حساب القضايا العربية. إيران تطالب مقابل تنازلات في الملف النووي أن تمُنح تفويضاً كدولة إقليمية كبرى في المنطقة على حساب العرب، في حين تتجاهل شقها الشرقي...!! إيران توظف آلام الشعب السوري واستمرار مأساة الشعب الفلسطيني لتوسيع نفوذها في المنطقة العربية ومع هذا تقول إنها تريد صداقة العرب فيما تعكس أفعالها غير ذلك بارتكاب مزيد من التدخل السلبي في الشأن العربي مثيرة القلاقل والاضطرابات ونشر الإرهاب.