تفرض قضية الاتحاد والديون الضخمة التي تورط بها النادي وتهدد حاضره ومستقبله.. تفرض نفسها في واجهة الأحداث الرياضية هذا الموسم.. فما حدث للاتحاد هو درس وعِبرة لجميع الأندية.. ويمكن تحميل ما حدث لعاملين: * أولهما: المجاملات والتسهيلات التي تقدمها لجان اتحاد كرة القدم لنادي الاتحاد.. والتهاون في تطبيق اللوائح والأنظمة التي تضع قيوداً على التعاقدات لأي نادٍ عليه ديون ومستحقات واجبة السداد. * وتم التحذير وقتها إعلامياً ومن خبراء ونقاد من التساهل في منح الضوء الأخضر للأندية التي عليها مديونيات لتسجيل لاعبين جدد محترفين أجانب أو محليين. * ولكن الاستثناءت تلو الاستثناءات كانت تصدر من موسم إلى آخر.. حتى تغنى الاتحاديون بهذه التسهيلات.. وقالوا (إتي لحالو). * وهذا ما جعل الاتحاد.. يتوغل ويبالغ في التعاقدات الباهظة وتحميل كاهل النادي مديونيات على مديونيات.. وكل إدارة ترمي المديونيات على الإدارة التي تخلفها. * حتى وقعت الكارثة.. وترتب على النادي ديونٌ واجبة السداد 51 مليون ريال.. وديون مؤجلة 160 مليون ريال.. ما جعل الطامحين برئاسة النادي يهربون. * أما العامل الآخر فهو ثقافة البذخ التي أدخلها منصور البلوي إلى الفكر الاتحادي في التعاقدات والاستقطابات.. والذي تسبب هو بنفسه في تضخم عقود اللاعبين ورفع أسقفها إلى السماء.. وكان ينفق ببذخ في تعاقداته مع اللاعبين المحليين.. مستفيداً من الدعم الهائل من العضو الداعم عبد المحسن آل الشيخ.. أو جعلها فواتير مؤجلة الدفع. * وكان يرى في ما يفعله من تضخم للعقود فتحاً في كرة القدم السعودية.. ومن ورائه المطبلاتية والمنتفعين والهتيفة من الاتحاديين وغيرهم.. يؤيدونه ويشجعونه ويدعونه عرّاب الكرة السعودية.. غير آبهين بتحذير العقلاء والخبراء أن ما يفعله هو وبال على الكرة السعودية عموماً، والكرة الاتحادية خصوصاً على المدى الزمني القريب. * فثقافة البذخ التي أدخلها البلوي.. والعقود الباهظة التي يبرمها مع لاعبي الأندية أو لاعبي الفريق وتجديد العقود بمبالغ ضخمة.. أدت إلى تراكم مديونيات ومستحقات.. تضخمت ككرة ثلج على مر الزمن.. هرب منها العرّاب وورط النادي بها. * وكأن النادي لم يغرق في بحر الديون.. أتت الإدارة الحالية بقيادة عرّابها جمجوم لتكمل عليه.. عندما تعاقدت بمبلغ خيالي مع أحمد الفريدي.. ما يدل على أن ثقافة البذخ استشرت وتجذرت في الفكر الاتحادي الكروي.. وكانت صفقتا الفريدي وسوزا البرازيلي (اللتان أبرمتا في الموسم السابق) هما رصاصة الرحمة التي كبلت إدارة الفريق تماماً. * ورغم تعاون لجنة الاحتراف في بداية الموسم مع إدارة الاتحاد حتى تمكن من إبرام بعض التعاقدات.. لكن الآن النادي يستحيل عليه إبرام أي صفقة جديده في الفترة الشتوية.. لأن المطلوب سداد عاجل ل51 مليوناً.. غير مطالبات الفيفا.. وإدارة فايز وجمجوم ستتوقف عن السداد.. لتغادر نهاية الموسم وتتورط الإدارة التي ستخلفها بهذه المديونيات.. ويقول المثل الشعبي: (طبخك يالرفلا كوليه). صور قاتمة أفرز هذا الموسم الكروي بعض المواقف والصور السلبية التي تشوّه رياضتنا وتقدمها بشكل سوداوي مقيت.. نستعرض منها: *مدير القناة الرياضية سابقاً ومدير البرامج الرياضية في التلفزيون السعودي لمدة تُقدر بعشرين عاماً.. هذا الشخص وبعد أن غادر كرسي المسئولية.. صار يمُارس تعصبه بشكل مكشوف في تغريداته (تويتر).. ومنها تغريدة يعزز فيها لاتهام لاعب شاب بالمنتخب السعودي بتعاطي المنشطات.. لأنه فقط يلعب للنادي المنافس لناديه. * حكم كرة قدم أُبعد من التحكيم لانتهاء صلاحيته.. تفرغ في (تويتر) لتصدير التغريدات البغيضة تجاه أكبر الأندية السعودية لمجرد أنه منافس لفريق هذا الحكم.. والسؤال كيف أُعطي هذا الحكم أمانة إدارة مباريات كرة القدم، وهو بهذا السوء من الانحطاط والتعصب. * الحكم السابق لم يكتف بهذا، بل طعن حتى بالمنتخب الوطني عندما قال في تغريدة: اليوم من يكسب؟.. المنتخب العراقي برجاله.. أم المنتخب السعودي بأمواله؟ * لجنة الانضباط تُعاقب رئيس النادي الأهلي لدخوله بذمم الحكام.. والرئيس يقول: لماذا لم تعاقبوا رئيس الهلال ..؟!.. واللجنة بكل همّة تلبي الطلب وتُعاقب رئيس الهلال بغرامة.. على تصريح صدرَ ضد الانضباط عمره 35 يوماً!.. وفجأة تذكروه. * بل إن محللاً قانونياً قال: لو استأنف رئيس الهلال قرار العقوبة.. لقُبل الاستئناف.. ولربما تسبب بحل لجنة الانضباط.. لأنه ليس من صلاحيتها معاقبة من ينتقدها، بل هذه مهمة اللجنة القانونية.. وهذه سقطة قانونية للجنة الانضباط تضاف إلى سقطتها في معاقبة جمهور الهلال بدون دليل قطعي. * اللاعب الشاب سالم الدوسري يأتي لمعسكر المنتخب مصاباً ويغادره لهذا السبب، فيُتهم بالتخاذل في خدمة المنتخب.. الحارس عبد الله العنزي يدخل المعسكر سليماً ثم يُغادر بعد يومين بحجة الإصابة رغم أن تصريحات إدارة المنتخب تؤكد سلامته.. ولم نر تلك الاتهامات التي واجهها الدوسري.. وهنا فتش عن اسم النادي. * مدرب وطني يدرب في (دوري الشوهاظ) يُبرر لمن يتهم سالم الدوسري والعابد بالتخاذل والمنشطات بأنها ثقافة (الديربيات) وحرب نفسية.. وعندما سُئل عن اتهام طبيب لعضو شرف نصراوي بأنه طلب منه إنهاء ياسر القحطاني.. تورم أنف مدرب الشوهاظ، وقال: هذا قذف بالذمم واتهام بلا دليل!! * ضيف بأحد البرامج الرياضية.. يتوعد الحكام ويهددهم برئيس ناديه.. بأنه سيفعل كارثة فيهم في محاولة لإرهابهم وجعلهم تحت الضغط.. ومذيع البرنامج يقابله بابتسامة صفراء!!.. * عقب نهاية مباراة النهضة والاتحاد حدثت مضاربة داخل الممرات وغرف اللاعبين بين لاعبي الفريقين.. وأبرز ما رصد اعتداء لاعب اتحادي على مساعد مدرب النهضة.. ومع هذا مر هذا الشغب مرور الكرام على لجنة الانضباط.. وتجاهله عمداً الإعلام الرياضي المُوجّه.. ولو كان الهلال طرفاً فيما حدث لكان حديث الفضائيات لأسبوع كامل.