1 - إذا كنا كعرب نرى أن العربية هي سيِّدة اللغات لأن القرآن أُنْزِل بالعربية ولأنها كما ورد في الأثر لغة أهل الجنة.. فإن اليهود يرون أن العبرية هي سيِّدة اللغات وأمها.. فكل الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم أسماؤهم عبرية ولغتهم التي دعوا إلى الله بها كانت اللغة العبرية.. عدا أربعة منهم نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. 2 - تسعة عشر من الثلاثة والعشرين نبياً (عليهم السلام) الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم أسماؤهم عبرية.. والغريب أن معاني تلك الأسماء تعبِّر عن واقع حال كل نبي!.. فقد تحوَّلت (ربما) أسماء هؤلاء الأنبياء إلى مصطلح باللغة العبرية يعبِّر عمَّا تعرض له كل نبي؟.. ومن ذلك: آدم وتعني الأرض، ونوح تعني الهادي، وإدريس تعني المكرّس، ولوط تعني المستتر، وإبراهيم تعني الأب الرحيم، وإسحاق تعني الضاحك، وإسماعيل تعني السامع لله، ويوسف تعني فضل الله، ويونس تعني الحمامة، وأيوب تعني المطيع، وموسى تعني المنقذ. 3 - يرى العبرانيون أن كثرة الأنبياء في ذات المنطقة وذات تفرّعات الدين وذات المجتمع تجعل من فلسطين قلب الأرض.. وتدل على أن المجتمع العبري مجتمع متحرك فاعل لذلك يطلقون على أنفسهم شعب الله المختار.. ويرى آخرون أن سبب تعدّد الأنبياء هو انتشار الجهل وانغماس الناس في الهرطقة وإيمانهم بالغيبيات والمعجزات بحثاً عن الخلاص.. كما يشككون في كثير من أنبياء اليهود الذين وردت أسماؤهم في كتبهم ويرون أنهم فقط دعاة تنوير في مجتمع أُغرق في الظلام وكهنوت التصنيم. 4 - ولأنهم يرون أنفسهم شعب الله المختار فهم لا يدعون إلى اليهودية ولا تعليم اللغة العبرية لغير اليهود.. فاليهودية في نظرهم دين منحه الله للمختارين من خلقه واللغة العبرية لسانهم فقط.. وهذا حصر الدين اليهودي رغم أنه أقدم الديانات السماوية في عرق واحد.. كما حصرت اللغة العبرية وهي أقدم اللغات الأرضية في دائرة ضيقة.. كما أنهم يرون الأغيار (من هو ليس يهودي) أقل شأناً وأدنى من اليهود في كل مناحي الحياة.. مما عرضهم عبر تاريخهم إلى صنوف النبذ والاضطهاد ومحاولات الإبادة منذ السبي العظيم أيام «نبوخذ نصر» في العراق قبل ثلاثة آلاف سنة وحتى الهولوكست أيام هتلر في ألمانيا قبل ستين سنة. 5 - العبرانيون اليوم أكثر عرق حصل على جوائز نوبل للسلام.. وأقاموا دولة بدعم معظم دول العالم وهي الوحيدة التي تأسست بقرار من هيئة الأممالمتحدة.. وهم اليوم أكثر دولة مزدهرة في الشرق الأوسط علمياً وثقافياً وصناعياً.. ودخلاً.