عندما كانت الأفراح في البادية في الهواء الطلق كان الناس يستعملون السلاح للتعبير عن فرحتهم الغامرة بالزواج، سواء من أهل العريس أو من أهل العروس، وكان هذا يعتبر بمثابة واجب من الواجبات لمن لديه سلاح، وكانت القذائف تطلق من عدة بنادق متسارعة أو بصورة متقطعة، ورغم الحرص الشديد من الأهل والأقارب كانت تحدث حوادث مؤسفة يروح ضحيتها شباب أو كبار. وفي العصر الحالي حيث معظم الزيجات تتم في قصور الأفراح أو في الاستراحات تأتي مع العريس مجموعة من الشباب يلبسون الأحزمة ويضعون المسدسات داخلها، وكأنهم ذاهبون للقتال، ويقومون بتحية العريس عند دخوله الصالة بإطلاق الأعيرة النارية بين هرج ومرج المحتفلين، ونحن والحمد لله نعيش وننعم بالأمن والأمان. وقد حدث في إحدى المرات أن الطلقة أصابت سلك الكهرباء فانقطع وأظلمت الصالة وصارت القاعة في هوشة، وفي إحدى المرات ونتيجة لحمل السلاح في الأفراح قتل والد العروس شقيق العريس لمنعه من دخول صالة النساء، كما ذكرت ذلك بعض الصحف، وقد حصل ذلك في إحدى محافظات المملكة في المنطقة الشمالية. وليس هناك مبرر إطلاقاً لحمل السلاح في الأفراح، مما قد يعرض الناس الموجودين للإصابات التي قد تؤدي إلى الموت، وقد يتفاخرون بتصويرهم في الأفراح وهم يحملون هذا السلاح للتعبير عن الفرحة، وتنشره بعض الصحف المحلية لدينا. وقد شددت وزارة الداخلية على منع حمل السلاح إنما سمحت بالسلاح للاقتناء بعد أخذ تصريح بذلك، وعدم حمله في الأسواق والشوارع والأفراح إلا من قبل رجال الأمن المصرح لهم بذلك؛ لأن السلاح شعار دموي بينما الأفراح تدعو إلى السرور والابتهاج، ويجب على الشرطة أن تقوم بهذا المنع وتؤكد على أصحاب صالات الأفراح بمنع دخول كل من يحمل سلاحاً، وإذا لم يستجب يتم الاتصال بالشرطة لإخراجه من قصر الأفراح. وللأسف أكثر القائمين على قصور الأفراح والمشرفين على الصالات من الإخوة العرب المقيمين، وعندهم عمالة تباشر على المدعوين بالقهوة والعصير، فإذا طلب من أحد أصدقاء أو أقرباء العريس أو العروس عدم حمل السلاح فلن يلتفت إلى كلامه، وحتى لو تم ذكر ذلك في العقد المبرم بين الطرفين فإن الأهالي لن يلتفتوا إلى ذلك الشرط. إن مجتمعنا مجتمع آمن، وهذا اللقاء في الأعراس لقاء للأحبة من طرف العريس والعروس، والسلاح ليس مؤشراً على الرجولة، وبين انطلاق الرصاص وإصابة شخص ما مجرد الضغط على الزناد، وبدل الأفراح تصبح الأمور أتراحاً. فلماذا لا نحكم العقل وندعو أهلنا إلى نبذ لبس أحزمة السلاح كدليل على الرجولة، والاحتفاظ بها في مكان آمن إذا كانت مرخصة، أما إذا كانت غير مرخصة فيسلمها إلى الجهات المختصة والتخلص منها بصورة نهائية، وإنني أهيب بمقام وزارة الداخلية ممثلة في صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز بالنظر بمنع دخول المسلحين في صالات وقاعات الأفراح حماية لأنفسهم ولغيرهم من الحضور، وكذلك أهيب بالصحف المحلية بالنظر بعدم نشر الصور للأشخاص الذين يلبسون الأحزمة وبداخلها السلاح. اللهم احفظ بلادنا وشعبنا من كل سوء ومكروه، وابسط علينا نعمة الأمن والأمان، في ظل قائد مسيرتنا وحامي حمانا بعد الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.