لا أبالغ إن قلت: إن وزارة التربية والتعليم هي من أكثر الجهات الحكومية التي تتراشقها سهام النقد وربما التجريح غير المبرر في كثير من الأحيان، ومازال بعضهم ممن ينتسب للتربية والإعلام، يمارس وللأسف إجحافاً بحقها، وتجاهلاً لجهودها وإنجازاتها العظيمة والتي لا يمكن أن ينكرها منصف أو يقلل من شأنها عاقل. إن العين المنصفة ترى بجلاء تلك الخطوات الرائدة، والقفزات الجبارة التي حققتها الوزارة على مدى السنوات الماضية، والتي لو وقفنا أمامها بكل موضوعيةٍ وحيادية لأدركنا حقيقة الإنجاز وحجم الجهود. لقد حققت وزارة التربية والتعليم مالم تحققه الكثير من الجهات الحكومية الأخرى، وإنني بهذا المقال المقتضب أود الإشادة والإشارة لبعض تلك الجهود فعلى سبيل المثال نجد أن وزارة التربية والتعليم قد حققت نجاحاً مبهراً على مستوى المنهج الدراسي وذلك من خلال: 1- تطبيق المناهج الجديدة للرياضيات والعلوم في جميع المراحل. 2- تطبيق مناهج المشروع الشامل للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة. 3- إدخال مناهج اللغة الإنجليزية الحديثة بدءاً من الصف الرابع الابتدائي. 4- التوسع في تطبيق نظام المقررات في المرحلة الثانوية. كما تم تطوير مناهج اللغة العربية والحاسب الآلي والاجتماعيات ومناهج رياض الأطفال وغيرها من المقررات بما يتوافق مع التطور العلمي والتقني الذي يشهده العالم. المعلم نجحت الوزارة في تعيين وتثبيت ما يقارب 250 ألف معلم ومعلمة وإداري وإدارية خلال السنوات الأربع الأخيرة، كما لم تأل جهداً في رفع مستوى المعلم التعليمي والتطويري بدءاً من تهيئة المعلم الجديد من خلال برنامج المعلم الجديد، وتطبيق العديد من البرامج التطويرية لمن هم على رأس العمل، كما نجحت في حل الكثير من المشكلات التي كانت تؤرقها كمشكلة نقص رواتب المعلمين والمعلمات التربويين عن غير التربويين، ومعالجة وضع المعلمين الحاصلين على درجة الماجستير بتحسين مستوياتهم وفق المستوى السادس، ومعالجة وضع خريجي التربية الخاصة بعد الجامعي بمنحهم المستويات المستحقة، ووضع حد أدنى لرواتب المعلمين في المدارس الأهلية، وكذلك الرفع بلائحة جديدة تشمل رتب المعلمين، وغيرها الكثير والكثير من المشكلات التي نجحت الوزارة في القضاء عليها، والأمل يحدونا بإذن الله في نجاح وزارتنا الموقرة في حل بقية المشكلات المتعلقة بالمعلم. المباني المستأجرة خطت الوزارة في هذا الشأن خطواتٍ جبارة، رغم أن الجميع يدرك مشكلة شح الأراضي والتي تعد مشكلة تؤرق كافة القطاعات الحكومية إلا أن وزارة التربية والتعليم استطاعت خلال السنوات الأربع الماضية أن تستلم أكثر من 3000 مشروع وبمعدل يزيد على 3 مدارس يومياً، كما أنها نجحت في خفض نسبة المباني المستأجرة إلى نسبة 22% بعد أن كانت تصل إلى 41% خلال السنوات الأربع الماضية، كما تم ترميم الآلاف من المدارس، وقامت بتوحيد أساليب الصيانة والتشغيل وتطوير المواصفات والمقاييس التي تضمن جودة العمل. تقنية المعلومات والتعاملات الإلكترونية من أبرز ما حققته الوزارة في هذا الجانب مشروع نور للإدارة التربوية، ومشروع فارس لأنظمة الموارد المالية والإدارة البشرية، وهما مبادرة عظيمة للتحول الإلكتروني لخدمة منسوبيها ولرفع مستوى الأداء والكفاءة. وما ذكرته من إنجازاتٍ وجهود ماهو إلا غيضٌ من فيض، وإشارات سريعة، وما يوم حليمة بسرٍ إن قلت بأني قد وجدت نفسي في أثناء كتابة هذا المقال أمام بحر لا ساحل له من الإنجازات والجهود والطموحات والتطلعات الظاهرة للعيان مما يطول المقام لذكره، لكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، والإنجازات المحققة والطموحات المرجوة في وزارة التربية والتعليم لا تحتاج سوى عينٍ منصفة. إنني بهذا المقام أقف موقف المراقب المنصف والراصد الموضوعي والواقعي لكل تلك الجهود والإنجازات العظيمة رغم كل التحديات الصعبة والعقبات الكبيرة التي تواجه الوزارة، والتي يدركها كل من في الميدان التربوي والتعليمي، لكننا على ثقةٍ تامة بأن الوزارة قادرة على كسب الرهان وعلى مواصلة الإنجازات وتحقيق التطلعات، رغم وجود الخطأ والخلل والنقص الذي يعتري كل عملٍ بشري، لكن تكمن المعضلة لدى بعضهم في تضخيم الأمور وربما التجني، والتجاهل لجهودٍ عظيمة قدمها رجالٌ مخلصون، جعلوا أبناء الوطن همهم الأول.. فلنكن عوناً لهم يا سادة.