سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة سلمه الله تطالعنا صحيفة الجزيرة بين الحين والآخر، وعبر صفحاتها المتنوعة، عن نشر الأعمال الخيرية، وهذا مما يبعث في نفوسنا السرور، ويكون محفزاً لنا في طلب أعمال الخير، والقيام بها والسعي إليها بكل قوة وجد في هذا البلد الغالي، الذي ينعم بالأمن والأمان، في ظل الدعم والمتابعة من الحكومة الرشيدة لتقوية أواصر العمل، وزيادة التكاتف بالعمل الفاعل والجاد، وتلمس الاحتياجات. ومما لا شك فيه أن الأعمال الخيرية في هذا الوطن المعطاء متعددة ومتنوعة؛ فالملاحظ أن الجمعيات الخيرية والمراكز الاجتماعية تعد رافداً حيوياً للنهوض والتقدم بالمسؤولية الاجتماعية، وهي - لله الحمد - منتشرة في كل مدينة ومحافظة. وبما أن الشيء بالشيء يُذكر، وبحكم وجودي الإعلامي بالقصيم، فقد قمت بجولة سريعة داخل لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بمنطقة القصيم، ووجدت فعلاً أن جهودهم تذكر فتشكر؛ فهي هيئة وطنية خيرية، تعتمد في إراداتها على الصدقات والزكوات والأوقاف؛ وتحتاج في الحقيقة إلى الدعم المتواصل من المحسنين ورجال الأعمال ومن لهم أيادٍ بيضاء، ويبحثون عن أعمال الخير، وهم كثر - ولله الحمد. وبكل أمانة، إن مجهودات تلك الهيئة واضحة للعيان، ولكن هذا لا يمنع من أنها تحتاج للدعم؛ فالأهداف لديها كبيرة، والطموحات لدينا تجاهها أكبر، فمن أهدافها - على سبيل المثال لا الحصر - احتواء ورعاية أسرة السجين الفقيرة من خلال الدعم المادي والمعنوي والنفسي، كما أنها تقوم بدعم المفرج عنهم لإعادة فعاليتهم الإيجابية في المجتمع، كما تقوم بالمساهمة في تقديم وتنظيم البرامج والدورات الإصلاحية للسجناء، إضافة إلى أنها تقوم برفع الوعي المجتمعي بهدف المساهمة في احتواء المفرج عنهم، والتعامل معهم، ومتابعتهم، وتفقد أحوالهم.. وتستمر أيضاً في تلك المتابعة لمدة سنة كاملة أيضاً حتى بعد خروج السجين من السجن، كما أنها قامت بإنشاء قسم نسائي للجنة، ويقوم بكل ما يخص النساء والمرأة. وقد قامت اللجنة بإنشاء هذا القسم لما لهذا القسم من أهمية عالية؛ باعتباره قناة تواصل مباشر مع زوجة السجين وأطفاله، وإشراكهم في الرأي حيال وضعهم؛ للعمل على تلافي سلبيات غياب عائلهم من الناحية التربوية أو المادية. وأخيراً، فإن أعمال اللجنة لا تعد ولا تحصى، ولكن هذا غيض من فيض، كما لا يفوتني أن أشكر المدير التنفيذي حمد الطبيب، والشكر موصول إلى مدير العلاقات العامة والإعلام تركي الركيان وبقية زملائهما الكرام.. ودمتم سالمين.