تمشياً مع التوجيهات الكريمة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني - يحفظهم الله- بالحفاظ على صحة وسلامة المواطنين وتوفير خدمات صحية متكاملة لهم سارعت وزارة الصحة وإدراكاً منها للدور الفاعل الذي تقوم به إلى وضع إستراتيجية صحية شاملة لعشر سنوات، ووضعت المريض محور اهتمامها كما اتخذت شعار (المريض أولاً) منطلقاً لخدمة المريض وكسب رضاه، وسخَّرت كافة إمكاناتها لترسيخ ثقافة احترام المريض وأداء حقوقه وزيادة الاهتمام به من جميع العاملين بالوزارة ومديرياتها ومستشفياتها ومراكزها الصحية. ونشارك اليوم دول العالم الاحتفاء باليوم العالمي للسكري تحت شعار (احمِ مستقبلك) الذي يصادف يوم 14 نوفمبر 2013م من كل عام، وندرك أن داء السكري مرض مزمن يصيب الإنسان في مختلف المراحل العمرية سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً لأسباب متعدّدة، ويمثّل مشكلة صحية واقتصادية واجتماعية، وطبقاً لإحصاءات الاتحاد الدولي لمرض السكري عام 2012م، فإن حوالي 371 مليون شخص مصابون بهذا المرض حول العالم، وتوقّعت أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2030م إذا لم تتخذ الإجراءات والتدابير الضرورية لمواجهته.. وفي المملكة العربية السعودية فقد بلغ معدل انتشار مرض السكري ما يقارب 14% في جميع الأعمار، كما أن المملكة تعد من بين الدول العشر الأولى في العالم التي تعاني من انتشار هذا المرض داخل أراضيها، ولهذا حرصت الوزارة من خلال إستراتيجيتها ومشروعها الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة على تعزيز الوعي الصحي لدى المجتمع السعودي عن الأمراض المزمنة بما فيها مرض السكري وعوامل الخطورة المؤدية لها، وتعزيز برامج الاكتشاف المبكر والرعاية الصحية المتكاملة من خلال الاستخدام الأمثل للموارد لخفض معدلات المرض والوفيات والإعاقة بسبب هذه الأمراض ومضاعفاتها بمشاركة جميع المؤسسات الحكومية والأهلية ضمن مفهوم الشراكة في صحة المجتمع، حيث قامت الوزارة خلال السنوات القليلة الماضية باستلام 20 مركزاً متخصصاً لرعاية مرضى السكر. كما يجري حالياً تنفيذ وطرح 4 مراكز بمختلف مناطق المملكة ضمن منظومة من مراكز السكري المتخصصة، أسهمت في تحقيق نقلة نوعية في مستوى الخدمات العلاجية لمرضى السكري، وتعزيز الإجراءات والأنشطة الوقائية والتوعوية لخفض معدلات الإصابة بهذا المرض بين سكان المملكة. واستمراراً للجهود الوقائية والعلاجية قامت الوزارة بإعادة تشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة داء السكري لمتابعة تنفيذ الخطة الخليجية 2008 - 2018 لمكافحة داء السكري ووقاية المجتمع من أخطاره، ووضع إستراتيجية وطنية شاملة على مستوى المملكة ويشمل ذلك تثقيف المجتمع السعودي وتوعيته بداء السكري وطرق الوقاية منه والحد من مضاعفاته في مراحله المختلفة، مع اقتراح برامج التعليم المستمر وتطوير البرامج التدريبية لمقدمي الخدمة الوقائية والعلاجية والتشخيصية لمرضى السكري، مع اقتراح الدراسات والأبحاث الخاصة بداء السكري، والعمل على إنشاء سجل وطني لداء السكري. كما أطلقت الوزارة الخطة التنفيذية الوطنية للتحكم في مرض السكر الممتدة على 10 سنوات للتحكم في مرض السكري 2010 - 2020 للمساعدة في وقاية المجتمع السعودي من هذا المرض والتي ترتكز على زيادة وتقوية الوعي الصحي بين أفراد المجتمع السعودي عن مرض السكري، والعوامل التي تزيد مخاطر الإصابة به، والعمل على تطوير برامج الكشف القديمة، وتقليل فرص الإصابة بهذا المرض ومضاعفاته. كما يجري حالياً تنفيذ حملة توعوية تحت شعار (السكري صحصحله) تتماشى مع هذه الخطة التنفيذية للتوعية بأسباب وطرق علاج مرض السكري وتهدف إلى الحد من عوامل الخطورة التي تؤدي إلى الإصابة بالمرض مثل العادات الغذائية غير الصحية، وقلة النشاط البدني، وتضمنت توزيع أجهزة فحص السكر للمواطنين المسجلين في بيانات المراكز الصحية كمرضى سكر. ومن الممكن منع هذا المرض بإذن الله باستخدام إجراءات بسيطة مثل المحافظة على الوزن الصحي، ممارسة التمارين البدنية وتناول الطعام الصحي واتباع أنماط الحياة الصحية السليمة واتباع الإرشادات والنصائح التي يقدّمها الاستشاريون والمختصون في هذا المجال. ختاماً أسأل الله العلي القدير أن يحفظ لنا قائد مسيرة الخير والنماء والتطور والبناء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وأن يحفظ وطننا الغالي من كل سوء ومكروه وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار وأن يمتع الجميع بدوام الصحة والعافية إنه سميع مجيب.