بيننا شخصيات مولعة بالرياضالمدينة والناس والبيئة المعمارية والحضارية ومن تلك الشخصيات الدكتور سعد الراشد أستاذ التاريخ والآثار فقد أحب الرياض حقبة حقبة أحب باطن أرضها وتنفس رباها وتشبع بتاريخها القديم بل عرفها حجرا حجر، ففي مساء يوم الثلاثاء الماضي أول أيام حملة تصحيح أوضاع العمالة والوافدين تصادف أن كان بيننا اتصالا هاتفيا، تحدث د. سعد الراشد بنبرة يغمرها الفرح ونشوى لها مذاق تاريخ وبيوت وشوارع الرياض قال: هل تصدق إني عصر هذا اليوم أنجزت عددا من (المشاوير) بدءا من تاريخ الرياض القديم قصر المربع وأحياء الوشم و وسط العليا حتى التعاون أقصى دائري الرياض الشمالي. بالتأكيد أني أخذت حديثه مأخذ الجد لكني أعرف الرياض جيدا كما يعرفها الراشد شارعا شارع وهي لمن لا يعرفها مدينة تحاصرك الاختناقات المرورية نتيجة تواضع خطط المرور، وتحاصرك (الصبات) الكتل الأسمنتية، وتحاصرك كاميرات ساهر وأنظمتها وسرعاتها التي لم تمرر على الجهات القانونية، وتحاصرك سيارات ساهر المتربصة في وضعية الانقضاض ولا تعبر عن سلوك جهاز مروري يهدف إلى التوعية وحماية الآخرين بقدر ما يحرص على التمويه واصطياد الفرائس، وتحاصرك الشوارع الالتفافية والمغلقة لصالح مشروع متعثر وبقايا أعمال المقاولين، وتحاصرك سيارات المرور التي لا حيلة أو وسيلة لها سوى سد مداخل الطرق، وتحاصرك المواقف الخاطئة في طرق الخدمة لصالح مستشفى أو بنك أو محلات (كل شيء) أو مطعم شعبي. لذا استغربت من قول د. الراشد إنه أنجز عددا من المشاوير في عصر يوم واحد لكن د. الراشد أوضح السبب بقوله إن الرياض كما تحبها (ترشدت) وتنفست بسبب بقاء العمالة المخالفة في مساكنها وأحجامها عن الخروج أو مزاولة الأعمال خوفا من حملة التفتيش التي تقوم بها الأجهزة الأمنية وأشار الراشد إلى أن نجاح هذه الحملة نتيجة تبني أمير منطقة الرياض بنفسه الأمير خالد بن بندر ونائبه الأمير تركي بن عبدالله على تنفيذ الحملة دون تراخٍ وحرصهما على تطبيق الأنظمة وجعل الرياض بلا مخالفين للحد من الأخطار الأمنية والتجاوزات والاستهتار بالأنظمة. بلا شك أن الرياض قبل الحملة تختلف عنها بعد الحملة ونلحظ جميعا كيف أن شوارعنا أصبحت انسيابية وأن الضغط على الخدمات والتسوق أصبح مقبولا، حتى أن المستهترين والذين لا يقيمون وزنا لأنظمتنا أصبحوا أكثر انضباطا واحتراما وهذا عنصر مهم أن يحترم الأجنبي والوافد أنظمة بلادنا كما يطالب من السعوديين أن يمشوا في بلدان العالم على حد (السيف) وعلى شفرات الأنظمة حتى لا نقع بالخطأ. في بلادنا يريد الوافدون أن نقبل التسلل ومخالفة الإقامة وعدم التقيد بلوائح الكفالة والتسيب يريدون ذلك بالقوة والجبرية أي استباحة أنظمة الإقامة والتجاوزات دون أن يكون لنا أي إجراء. هذه سيادة بلادنا يجب احترام أنظمة الإقامة والتقيد بها كما تطالبنا به دول العالم الالتزام بالتأشيرة وتحديد أيام الإقامة ومن كان لديه شك يسأل طلابنا المبتعثين والسائحين من السعوديين كيف تعاملهم أجهزة الهجرة باعتبار الإقامة أمن قومي وليست إجراءات الجامعات وهيئات السياحة.