- عبد الرحمن المصيبيح / تصوير - مترك الدوسري : نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - افتتح معالي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري مساء أمس أعمال المؤتمر والمعرض الدولي السابع عشر للاتحاد الدولي للطرق ، الذي يستمر لخمسة أيام ، وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتنتال بالرياض . وعبّر معاليه في كلمته الافتتاحية عن سعادته وتشرفه أن ينوب عن راعي الحفل خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - في افتتاح فعالياته، ناقلاً لهم تحيات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وتمنياتهم - حفظهم الله - بنجاح أعمال المؤتمر وتحقيق أهدافه المرجوة. وقدّم الدكتور الصريصري شكره لمعالي أمين منطقة الرياض رئيس الاتحاد الدولي للطرق رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر المهندس عبد الله بن عبد الرحمن المقبل ولجميع المشاركين في التنظيم ، مثنياً على الجهود التي بذلت من أجل الإعداد الجيد للمؤتمر ، مشيراً إلى أن المؤتمر يتيح الفرصة للمشاركين الاطلاع على ما تشهده المملكة من نهضة تنموية شاملة وسط تنفيذ مشروعات كبرى شاملة في جميع القطاعات. وأكد أن النقل يعد العمود الفقري للتنمية والعصب الحساس في الكيان الاقتصادي والاجتماعي بوصفه الوسيلة الفاعلة لتحقيق الاتصال المستمر بين العمليتين الاقتصادية والإنتاجية، معدداً الصعوبات التي تواجه قطاع النقل ومنها الزيادة المستمرة في أعداد السكان والطلب المرتفع على خدمات النقل وزيادة الضغوط الاقتصادية الدولية وارتفاع تكلفة تطوير خدمات النقل وصيانة الخدمات الحالية. ورأى وزير النقل أن ذلك الأمر أدى إلى ظهور حاجة لتطوير استراتيجيات تركز على المحافظة على الاستثمارات الحالية لقطاع النقل وتحقيق الاستفادة القصوى منها ، مؤكداً أن ذلك لا يغني عن ضخ استثمارات جديدة تتطلبها عملية التطوير وخطط التنمية والمساهمة في ترشيد الاستثمارات التي تتنافس عليها قطاعات عديدة. ونوه الدكتور جبارة الصريصري بحرص حكومة المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - على دعم قطاع النقل حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - حيث لم تستثن أي منطقة أو مدينة أو قرية من مشروعات وخدمات النقل، وترافق ذلك مع زيادة حجم الميزانيات التي خصصت له. وقدّر معالي وزير النقل في كلمته الافتتاحية للمؤتمر طول شبكة النقل والطرق الواسعة والسريعة والمزدوجة والمفردة بأكثر من 60.3 ألف كيلومتر ، إضافة إلى مشروعات رفع كفاءة الطرق الحالية وتحويل المفرد منها إلى مزدوج والمزدوجة إلى طرق سريعة ، مشيراً إلى أن إجمالي طول الطرق تحت التنفيذ حالياً في مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها يزيد على 22.25 ألف كيلومتر بلغت تكلفتها 48 مليار ريال تضاف إلى آلاف الكيلومترات من الطرق المنفذة بواسطة أمانات وبلديات المدن. ولفت معاليه النظر إلى اهتمام حكومة المملكة بالطرق الزراعية بهدف تنمية المناطق الزراعية ، مؤكداً أن الوزارة تعتمد في تطوير قطاع النقل على أساس أنه نظام متكامل يتحقق فيه أقصى درجات التكامل والترابط بين مكوناته. وأشار إلى صدور قرارات مجلس الوزراء بإنشاء هيئة النقل العام وهيئة الخطوط الحديدية وما أصدرته الدولة من قرارات هيكلية من بينها الاستراتيجية الوطنية للنقل الهادفة إلى توفير قطاع نقل متكامل يشمل جميع الأنماط ويواكب احتياجات المملكة المستقبلية ، وتميزها بالسلامة والفعالية والكفاءة والتطور التقني وتعمل على تشجيع وتعزيز التنمية الاقتصادية والقدرة التنافسية للمملكة على المستوى الدولي ، وتوفير بيئة صحية وآمنة لأفراد المجتمع ، وكذلك الموافقة على دليل التخطيط الشامل واعتماد المبالغ اللازمة لتنفيذ منظومة النقل العام في مكةالمكرمة والمدينة المنورةوالرياضوجدة ، فيما أوشكت الوزارة على الانتهاء من دراسة باقي المدن. وتطرق الدكتور الصريصري في كلمته إلى جهود تطوير السكك الحديد بالمملكة وتنفيذ مشروعات قطار الحرمين السريع والبدء قريباً بتنفيذ قطار الجسر البري الذي يربط الخليج العربي بالبحر الأحمر والمملكة بباقي دول مجلس التعاون ، ومشروع قطاع الشمال الجنوب الذي يتكون من مسارين أحدهما لنقل المعدن الذي انتهى تنفيذه والآخر للشحن ونقل الركاب من الحدود مع الأردن إلى مختلف مناطق المملكة مروراً بالقطار الحالي بالرياض والدمام وربط موانئ المملكة على الخليج العربي بخط حديدي. من جانبه تطرق معالي أمين منطقة الرياض رئيس الاتحاد الدولي للطرق المهندس عبد الله المقبل في كلمته خلال افتتاح المؤتمر والمعرض الدولي السابع عشر للاتحاد الدولي للطرق إلى تاريخ الاتحاد الذي أنشئ في العام 1948م عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية والدمار الذي لحق بشبكات الطرق في مختلف أنحاء العالم ، الأمر الذي تطلب إقامة منظمة تسعى لتنمية الوعي الدولي حيال الأهمية الاقتصادية والاجتماعية للبنى التحتية للطرق. ونوه المهندس المقبل باختيار الرياض لاستضافة أعمال المؤتمر لأول مرة خارج أمريكا الشمالية وأوروبا وشرق آسيا ، الذي تم خلال اجتماعات الاتحاد في مدينة ميلانو الإيطالية ، عاداً إياه بالحدث العالمي الفريد الذي يعرض أحدث التقنيات والممارسات في قطاع الطرق والنقل من جميع المشاركين حول العالم، ومنصة فاعلة لتبادل الخبرات والتجارب المختلفة لتنمية المجتمعات والاطلاع على أحدث المشروعات المنفذة والجاري تنفيذها في المملكة. وبيّن أن المؤتمر سيناقش 11 محوراً عبر 10 جلسات ، وسيشهد عقد 12 جلسة تنفيذية و15 جلسة نقاش لتلبي الاحتياجات والتطلعات المستقبلية حول الطرق الآمنة والبنية التحتية المستدامة ولتسهم في تنمية وازدهار اقتصاديات الدول. وعدد المقبل أبرز عناوين جلسات المؤتمر والمعرض المصاحب وهي سياسات واقتصاديات النقل ، وسلامة الطرق ، ومواد الرصف ، والنقل المستدام ، والتنقل المتكامل وأنظمة النقل الذكية ، والنقل الأمن ، وتخفيف آثار الكوارث والتعافي منها ، إضافة إلى إدارة الأصول وإنشاء وتشغيل الطرق والأنفاق والشراكة بين القطاعين العام والخاص في التمويل والنقل الحضري والنقل العام. ولفت معالي أمين منطقة الرياض النظر إلى أن اللجنة العلمية تلقت 500 ورقة عمل علمية تم الموافقة على 300 ورقة منها من أكثر من 92 دولة ، سيشارك في مناقشتها حضور دولي واسع يتجاوز 1000 شخصية عالمية من الخبراء والمتخصصين من المملكة وخارجها ، ومشاركة عدد من أصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين. وتحدث خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر والمعرض الدولي للطرق بالرياض كل من الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للطرق باتريك سانكي، ونائب رئيس البنك الدولي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا أنجر أندرسون، اللذين أكدا على أهمية انعقاد الموضوعات التي سيبحثها المؤتمر في دورته الحالية بالرياض ، خاصة أن المملكة تشهد تنفيذ عدة مشروعات ضخمة في مجال النقل وتنفيذ مشروعات أخرى في البنى التحتية ، داعين المسؤولين الدوليين المشاركين في المؤتمر إلى الاستفادة مما سيطرح من نقاشات وأوراق عمل، وإثراء الجلسات العامة والخاصة بهدف إكساب المشاركين خبرات جديدة للإسهام في نقلها للمجتمعات التي ينتمون إليها. بعد ذلك سلّم معالي وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري جائزة الاتحاد الدولي للطرق لنائب رئيس البنك الدولي وكذلك جائزة الدكتور مينو الثالثة للتميز للأوسكار ديبوين. بعدها افتتح معاليه المعرض المصاحب للمؤتمر والمعرض الدولي السابع للطرق بالرياض، الذي يضم عدداً من أجنحة الشركات المتخصصة في تنفيذ وتشغيل الطرق والمشروعات العامة. حضر افتتاح المؤتمر والمعرض المصاحب عدد من أصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين. ووصف معالي وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري في تصريح صحفي عقب الافتتاح ، المؤتمر وما سيتضمنه من فعاليات بالحدث المهم لقطاع النقل على مستوى المملكة ، مدللًا على ذلك بمشاركة وحضور أكثر من 2000 شخصية عربية ودولية ، وما سيتم على هامشه من عقد ورش عمل في مجالات التنمية والتقنية التي تتطور بشكل مستمر على مستوى الطرق والنقل العام بشتى أنواعه. وقال معاليه:» نحن نعدّ هذه المؤتمرات والمعارض ذات فائدة كبيرة جداً لاستفادتنا منها من عدة أمور، من أهمها التقاء المسؤولين في وزارة النقل مع زملائهم المسؤولين في دول العالم وتبادل الخبرات في جميع قضايا النقل سوء خدمات الطرق أو السلامة على الطرق والتقنية الحديثة , وكذلك كيفية تنفيذ المشروعات بدون تأخير , وإن كل هذه القضايا وتبادل الآراء والأفكار والتجارب ذات أهمية كبيرة ستنعكس على القرارات والتوصيات التي ستتخذ في ختام المؤتمر». وعن انعكاس هذه المؤتمرات على تطور المشروعات في المملكة أكد وزير النقل أن النهضة في المملكة العربية السعودية هي نهضة شاملة لا تشمل النقل فقط , مبيناً أن العاملين في القطاع العام والخاص سيستفيدون من مثل هذه اللقاءات على التطور للأفضل وستنعكس بالفائدة .