لم يتردد الدكتور علي الغفيص محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أن يكشف أمام حضور ثلوثية الدكتور محمد المشوح مساء أمس الأول عندما قال: عملت بائعا في سوق الخضار منذ المرحلة الابتدائية وحتى تخرجي من الجامعة. الدكتور الغفيص أراد من كشف هذه المعلومة أن يكسر ثقافة العيب في مزاولة المهن اليدوية في نظر بعض أفراد المجتمع إلا أنه أكد أن هذه الثقافة بدأت تتناقص وأن بيئة العمل الناجحة تسهم في إبداع الشباب في العمل. ورأى الدكتور الغفيص ردا على سؤال ل(الجزيرة) أن دمج المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني مع وزارة التربية والتعليم غير وارد على الإطلاق على اعتبار أن التدريب التقني له مساره الخاص والذي ينبغي أن يعطى حقه من العناية والاهتمام. ولفت ضيف الثلوثية في مستهل حديثه بأن المؤسسة تغير في هيكلها التنظيمي كل ثلاث سنوات وفقا للمتغيرات التقنية والاقتصادية بهدف مسايرة تلك المتغيرات والتعامل معها بكل قوة. وأكد الدكتور الغفيص أن المؤسسة شرعت في الدخول في شراكات استراتيجية مع قطاع الأعمال الكبيرة لتشغيل المعاهد التابعة للمؤسسة بهدف زيادة وتعزيز جودة التدريب التقني والمهني في سوق العمل عبر استقطاب الخبرات العالمية في التدريب التقني والمهني وإيجاد كوادر بشرية ذات تدريب عال تتمتع بقدرات إبداعية ورغبة قوية في العمل وانضباطية عالية في الأداء وتطوير مهارات المتدربين. وأشار الغفيص أن المؤسسة تتولى بموجب تلك الشراكات إنشاء المعاهد وتجهيزها بالتجهيزات الأساسية فيما يشارك القطاع الخاص في التشغيل وتوفير التجهيزات التخصصية ويستفيد من دعم صندوق الموارد البشرية. وأوضح في معرض حديثه أن المؤسسة تسعى على تطوير أداء الكليات والمعاهد القائمة ومنحها الاستقلالية الكاملة بهدف تحسين نوعية البرامج من خلال بناء فعالية المدربين وبناء قيادة وإدارة متميزة لكل كلية. وأعلن عن تطلعات المؤسسة في توسيع العلاقة بين الكليات التقنية وسوق العمل وتضييق الفجوة بين البرامج التدريبية وطبيعة الحاجة في قطاع الأعمال لافتا أنه أثمر عن وضع المعايير المهنية الوطنية بأكثر من 230 مهنة شارك بها أكثر من 2560 ممارسا ومختصا بالقطاعين العام والخاص بالمؤسسة وتناول في هذ السياق عن استحداث برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لإعداد المدربين التقنيين وابتعاث 2000 متدرب خلال ثلاث سنوات لسد الاحتياج في الوحدات التدريبية مشيرا إلى أن أعداد المبتعثين والملتحقين بالبرامج التدريبية خلال هذا العام داخل المملكة وخارجها بلغ 19103 متدرب ومتدربة. وأوضح أن النظام التدريبي المعتمد هو النظام الفصلي الثلثي ويتكون كل عام تدريبي من ثلاثة فصول تدريبية. وتعنى المؤسسة بنوعية التدريب التقني وتقوية مناهجه وتطويرها لرفع كفاءة أدائها بالتركيز على التقنية الحديثة المتطورة في جميع المستويات للتمشي مع احتياجات الاقتصاد الوطني. وفي ختام الأمسية قدم الدكتور محمد المشوح درع الثلوثية للدكتور الغفيص والذي بدوره قدمها لمعلمه الدكتور عبدالرحمن المشيقيح لدوره الكبير في مواصلة تعليمه وتشجيعه على الابتعاث خارجيا للدراسة.