حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعارضة السورية من محاولة إعاقة عملية تفكيك «الكيميائي» السوري لاستثارة التدخّل الأجنبي من جديد، محمّلاً طرفي النزاع مسؤولية سلامة فريق نزع الأسلحة الكيميائية. ورأى لافروف أن «نجاح مؤتمر جنيف 2 مرتبط بتمثيل مصالح جميع أطياف المجتمع السوري وكافة اللاعبين المعنيين»، معتبراً أن «المماطلة في عقد مؤتمر حول شرق أوسط خالٍ من أسلحة الدمار الشامل غير بناءة». وإذ أُعلن أن شخصيات سورية معارضة وبلداناً مجاورة تسعى إلى منع عقد «جنيف 2»، أكد أن موسكو حصلت على معلومات تفيد بأن بلداناً عدة، ومنها أفغانستان، تُعتمد كأماكن لتدريب المسلحين في المعارضة السورية، وأن «جبهة النصرة» تعدّ مخططاً لنقل مواد سامّة إلى الأراضي العراقية لاستخدامها هناك. وكشف عن اتصالات مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري حيث اتفقا على ضرورة عقد «جنيف 2» في أسرع وقت. وفي السياق, اعتبر المندوب الروسي الدائم في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين أن تحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار بين أطراف النزاع في سورية سيسهل عمل البعثة الدولية لتدمير السلاح الكيميائي. وقال الدبلوماسي الروسي يوم 10 أكتوبر - تشرين الأول قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي في مقر الأممالمتحدة في نيويورك: «إن وقف إطلاق النار في سورية سيكون مفيداً جداً. سيكون عمل الخبراء في هذه الظروف أسهل بكثير». ومع هذا أشار تشوركين إلى أن وقف العمليات القتالية لا يُعتبر شرطاً ضرورياً لعمل الخبراء الدوليين في سورية. وأكد وجود خبراء روس في سورية، مضيفاً أن مجموعة جديدة منهم ستتوجه إلى سورية قريباً.. وأفاد أنه لا يوجد حالياً أي تحديد لعدد الخبراء من الدول الدائمة العضوية العاملين في البعثة الدولية المتخصصة في تدمير الترسانة النووية السورية. وأكد أيضاً استعداد روسيا لمساعدة سورية بشكل مباشر في تدمير سلاحها الكيمياوي. إلى ذلك, قال وزير الخارجية الروسي إن التصريحات الأخيرة للقيادة الإيرانية تبعث على التفاؤل بشأن آفاق تحقيق تقدم في المفاوضات مع السداسية. وتابع خلال كلمته في قمة دول شرق آسيا في بروناي أن موسكو تأمل في أن تنطلق تسوية الملف النووي الإيراني من «نقطة الجمود» قريباً. وذكر لافروف: «أشاطر زملائي تفاؤلهم إزاء آفاق تكثيف العمل بشأن البرنامج النووي الإيراني»، مؤكداً أن روسيا ستشارك في هذه الجهود بنشاط.. وأعاد الوزير إلى الأذهان أن مجموعة «3+3» المعنية بالبرنامج النووي الإيراني ستعقد قريباً لقاءً دورياً مع مفاوضي الجانب الإيراني». وقال إن «تصريحات القيادة الإيرانية الجديدة تعطي أسساً للاعتقاد بأنه يمكن تحريك الأمر من نقطة الجمود». وقال لافروف أيضاً إن بلاده ستدعم أية اتفاقيات سترضي الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.. وأعرب الوزير الروسي عن تقديره لجهود نظيره الأميركي جون كيري من أجل استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية المباشرة. وفي الوقت نفسه شدد لافروف على أنه لا يمكن تحقيق تسوية ثابتة للصراع إلا اعتماداً على قرارات الأممالمتحدة ومبادئ مدريد والمبادرة العربية للسلام».