ميزانية الأسرة بين الواقعية والمبالغة

ميزانية الأسرة مفهوم مفقود عند غالبية الشعب السعودي فهو ينفق دخله كله مهما بلغ. والأسرة الناجحة هي تلك التي تسعى إلى تخطيط ميزانيتها التي تشمل التزامات الماضي واللحظة الراهنة المتمثلة في الاحتياجات اليومية والمستقبل. إن ميزانية الأسرة هدفها التخطيط لعملية الإنفاق والأهم التوفير، فالكثير لا يعرف مدى التوفير (الادخار).
ترى هل ميزانية الأسرة مفهوم اقتصادي أم لا؟ لا يختلف اثنان إنه مفهوم اقتصادي وعلى الجميع معرفة قواعده وأسسه وتطبيقه..
قال الله تعالى الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، فالإنسان يسأل يوم القيامة عن ماله من أين اكتسبته وفيم أنفقه.
هناك من يسأل كيف أُعد ميزانية أسرتي؟
ببساطه نعمل جدولا للإيرادات، هذا الجدول يشمل جميع الإيرادات (الدخل) مهما كانت، وفي نفس الوقت نعمل جدولا للمصروفات مهما كانت (إيجار المنزل، قسط شهري، راتب السائق أو الخادمة، فواتير الجوال والكهرباء وهكذا) تختلف بنود المصروفات حسب حجم العائلة ودخلها.
هناك أسر وأسر كثيرة لا تستطيع أنْ تُعد ميزانية، والسبب الرئيس أن دخلها لا يكفي للاحتياجات الضرورية للإنسان الحاجات الفسيولوجية، وذلك حسب ما ورد في تسلسل ماسو في فكيف يدخر؟!
هناك الكثير والكثير من الأسر التي لديها مصاريف كثيرة وكثيرة في شتى نواحي الحياة، ولديها الهدر على الرغم من أن هذه الكلمة لها معان كثيرة لكنني أقصد الهدر في الأموال بصورة مشتريات متطلبات الأسرة من الفواكه والخضراوات، فهناك نسبة مئوية منها تستقر في حاوية القمامة أليس هذا مؤلما وبعيدا كل البعد عن تعاليم ديننا الإسلامي السمح. غالبية الشعب السعودي بحاجة إلى توعية عن أهمية ميزانية الأسرة وعملية الادخار على من تقع المسؤولية؟ من يقوم بعملية التوعية وما هي ماهيتها المهم تكون توعية مستمرة على طوال السنة لا نريد أسبوع توعية عن أهمية ميزانية الأسرة.
همسة إلى كل ربّة أسرة علمي أولادك وبناتك حُسن المصروف والادخار من مصروفهم اليومي فالحياة تتطلب منا التصرف الصحيح، وهذا أهم تصرف في قائمة التصرفات الصحيحة التي يفتقدها الكثير..
أخيراً راقب من حولك في عملية المصروف فستجد الهدر الكثير من المال الذي لا عائد له.