إن السلام الوطني رمز من رموز الانتماء للوطن، والعلم شعار هام من شعارات الولاء للأرض والوطن، فلا بد أن نتخذه في الندوات والمعارض والمؤتمرات والمناسبات وغيرها، والانتماء الوطني هو من صميم عقيدتنا فالرسول صلوات الله وسلامه عليه قال (من مات دون أرضه فهو شهيد)، أي انتماء للوطن أكثر من هذا, فالوطن هو تاريخ وأرض يكنز به إرث قصص أجداد منغمس بجغرافيا وطن طيب طاهر عميق في ذاكرة التاريخ.إن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا ينشدون وهم يحفرون الخندق ومثبت عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق وينقلون التراب وهم يقولون: نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يجيبهم: «اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة» متفق عليه، وعندما استقبل أهل المدينةالمنورة رسول الله صلى الله عليه وسلم ب(طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع جئت شرفت المدينة مرحباً يا خير داع)، ولابد هنا أيضا من ذكر شاعر الرسول- صلى الله عليه وسلم- حسان بن ثابت الذي كان سيد الخلق المصطفى- صلى الله عليه وسلم- يسعد بسماع قصائده في الإسلام والمسلمين المغزى من هذا أن هناك تعابير وأشعارا تعبر عن الانتماء للدين والوطن هنا ننتقل إلى كلمات تمجد الله سبحانه وتعالى وتفخر بإسلامها وتفخر بالمسلمين ألا وهو السلام الوطني السعودي. فما أجمل السلام السعودي الحبيب (مجدي لخالق السماء).... (رددي الله أكبر).... (موطني قد عشت فخر المسلمين)، فنحن نحمد الله ونردد الله أكبر في السلام الوطني ونمجد ونقدس بحمده بل هو السلام الوحيد في العالم الإسلامي الذي يذكر جميع المسلمين, فأنا أشعر بالفخر به فقولوه ورددوه واحتفلوا بالسلام الوطني واجعلوه يوم ذكرى وفرح لتوحيد الإله وتوحيد الوطن. فانظروا إلى شوارع المدن والقرى في السعودية امتلأت باليوم الوطني بالأعلام وصور المؤسس الملك عبدالعزيز وصور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده والنائب الثاني واتشحت السيارات بلون العلم السعودي الأخضر هذه الأمور تفعل من دور محبة الوطن، وهذا كان يجب أن يحدث منذ زمن وهوغرس حب الوطن، كما غرس في الشعوب العربية الأخرى حب أوطانهم يجب أن نصل لمرحلة أن يشعر المواطن أن اليوم الوطني جعل مناسبة للتعبير عن الانتماء والولاء لهذا الوطن. فافرحوا أيها المواطنون بوطنكم، وانظروا إلى هذا التقدم الرائع التقني والحضاري والدراسي وغيره, أن السعودية حماها الله محسودة من الكثير على ما فيها من نعم وخيرات وأمن وأمان فهل لايحق أن تفرحوا وتنشدوا بحبكم لهذا الوطن وليس باليوم الوطني فحسب بل بكل مقام ومناسبة حتى طابور الصباح في المدارس الحكومية والخاصة يضع النشيد الوطني الرسمي في الإذاعة المدرسية وكذلك بالاحتفالات والمؤتمرات. وبهذا المقام لابد من ذكر مسيرة الخير والتنمية والعطاء مسيرة خادم الحرمين الشريفين, مسيرة الملك ابن الملك ابن الإمام فمنذ أن وحد الملك عبدالعزيز رحمه الله- أرض الجزيرة كانت بداية شعلة النور والإيمان الذي أضاء جبالها ووديانها، فبالتوحيد وحد ابو تركي الإله ووحد الوطن. وتمضي الأيام تباعا وتعبق من أرض الجزيرة العربية نسمات الذكريات، تحمل معها أمجاد التوحيد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله. ونشأت الدولة السعودية الحديثة التي أصبحت ملكا للتاريخ، وضربت بجذورها عميقا في مجتمعها وشعبها, واستمرت صورة البطولة في أبنائه الميامين من بعده الملك سعود، الملك فيصل، الملك خالد والملك فهد- رحمهم الله- على حمل راية التوحيد، واستلم الراية من بعدهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أطال الله في عمره. وأطل عبدالله متوكلا على الله مبتدئا باسم الله يحمل العهد, عهد الولاء, عهد العزيمة والإصرار وتحدي الصعاب. فكل عام وكل شهر وكل يوم وكل دقيقة والمملكة العربية السعودية والشعب السعودي الطيب الحبيب بألف خير.