(القرد في عين أمه غزال) هذا أحد الأمثال الشعبية المعروفة التي تُطلق على الشخص الذي يمدح شيء له صلة مباشرة به فيما هذا الشيء لا يستحق المدح أو الاطراء، القناة الرياضية السعودية هي كالقرد ورئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون - عطفاً على ثناءه الدائم للقناة - هو بمثابة الأم لهذه القناة التعيسة التي لا تعرف من الإبداع إلا اسمه ومن التطوير إلا رَسْمُه خصوصاً في (إخراج المباريات). في الحقيقة أشفقتُ كثيراً على مشاهدي هذه القناة وأنا أشاهد الإعادة ل(كلاسيكو) الكرة السعودية الهلال والاتحاد كوني حضرتها في الملعب، ويبدو أن المخرج قد عقد العزم على تجاهل تلك الجماهير الهلالية العريضة التي ضربت الرقم القياسي كأعلى حضور في هذا الموسم حتى الآن وتحسّرت على أيام سيدّ الإخراج التلفزيوني الرياضي الأستاذ عبدالعزيز بن فهد الرويشد الذي كان يقدّم عملاً احترافياً للغاية والكلّ يتذكر البطولة العربية عام 1996م التي نظّمها النصر وفاز بها الهلال على الترجي التونسي في النهائي بهدف الفيلسوف الفنان يوسف الثنيان، وكيف استمتع المشاهدون من خلف الشاشة بفواصل الأمواج الهلالية الهادرة في المدرجات. إنّ رموز الإخراج التلفزيوني الرياضي كالرويشد والصقيه والوثلان وغيرهم قدّموا دروسا مجانية للجيل الحالي في كيفية التعامل مع المباريات بروح الإبداع وجذب المشاهد غير المهتم بالكرة فضلاً عن عشاقها لكي يستمتعوا بأمسية رياضية خصوصاً في المباريات الكبيرة حيث تتنوع خيارات وأدوات إمتاع الجمهور، للأسف الشديد أن إخراج المباريات وصل لدينا لمرحلة من التخلّف والبدائية لم تصل إليها حتى مرحلة بدايات البث التلفزيوني في المملكة! فما هي الأسباب؟! أتفهّم كثيراً بأن العاملين في القناة الرياضية لم يدخلوا هذا المجال إلا من حبهم وميولهم لأندية معينة وهذا حق مشروع للجميع لا ينازعهم عليه أحد فإذا كان مدير عام القنوات الرياضية وكافة العاملين في القناة ميولهم لنادي النصر (على سبيل المثال) فلا تثريب عليهم ما دام كل فريق سيأخذ المساحة التي يستحقها دون زيادة أو نقصان لكن متى يصبح الميول مشكلة؟! عندما يكون المخرج نصراوي (على سبيل المثال) والمباراة تجمع الهلال والاتحاد (على سبيل المثال أيضاً!!) فيقوم المخرج بتجاهل جماهير الهلال رغم أنها غطّت الأفق داخل الملعب لا لشيء إلا لأنه لا يحب الهلال!! هنا نقول للمخرج الكريم: متى كانت القناة الرياضية مُسجّلة باسم السيد الوالد؟! أليس هناك من تهمّه مصلحة الكرة السعودية أمام المشاهدين من خارج المملكة ليحاسب هذا المخرج على صنيعه؟! ونحن نعلم أن أزمة المقاعد في دوري أبطال آسيا كان من أسبابها ضعف الحضور الجماهيري الذي كرّس له الإخراج التلفزيوني للمباريات!! رغم أن الحضور بازدياد لكنه لا يملأ عين مشجع ساقه القدر ليكون مخرجاً في القناة الرياضية! في السنوات الأخيرة - كحال معظم مواقع القناة الرياضية - تحول الإخراج التلفزيوني للمباريات مهنة من لا مهنة له، فلا بأس أن يكون المؤهل كون الشخص فقط يعرف جملة أو جملتين بالإنجليزي لكي يُسند إلى إخراج المباريات الكبيرة التي يشاهدها الملايين ويتحملوا كل هذه الظروف الطاردة في سبيل عشقهم لناديهم ورغبتهم في متابعته، أعلم بأن الحديث عن القناة الرياضية هو كالضرب في الميت ولكن لعلّ شيئاً من الإحساس لا زال موجوداً لدى المسؤولين عنها لأن الجمهور بمختلف ميوله انتابه الملّل من (غصب 3) خصوصا وهو يرى المباريات في الدوريات الأوروبية عبر القنوات الرياضية المحترفة والمحترمة لذاتها ولمشاهديها، إن لسان حال الجمهور الهلالي بعد مهزلة إخراج مباراة فريقه أمام الاتحاد. الأخيرة: والله وبالله الحشيمة ليست لقناتكم التعيسة ولكنها للأزرق الملكي ضارب الخصوم بالخمسة! وعلى دروب الخير دوماً نلتقي.