نحن في المرحلة التنموية التي يعيشها الوطن أحوج ما نكون إلى الابتكار واكتشاف الأفكار والمبادرات الجديدة وبخاصة في ميادين إسهام القطاع الخاص في العمل الخيري والتطوعي الذي يجيء معاضدا لدور الحكومة التي ترسم وتنفذ برامج المنظومة الحضارية ليلحق وطننا بنادي الكبار. أكتب اليوم عن نهوض القطاع الخاص بالمبادرات الجديدة في فضاء الأعمال التطوعية والاجتماعية. من يتابع مناشط الميدان التطوعي يجده منذ عقود يسير بطريقة تقليدية نمطية نادراً ما يتجاوزها إلى برامج أكثر تنوعا وأوفر شمولية فجلّ العمل الخيري يصب في إعطاء المحتاج مبالغ نقدية، أو في بناء المساجد أو إفطار الصائم وهذه أعمال جليلة وجميلة لكن قصر العمل الخيري والتطوعي عليها ليس صائبا فجميل أن تنهض الجمعيات الخيرية وبرامج القطاع الخاص الاجتماعية بأعمال وعطاءات أخرى فتجمع إلى عملها المعهود في إعطاء النقد وبناء المساجد الخ أعمالا خيرية تضيف إلى مجتمعنا وأبناء وطننا مشروعات خير هم بأمس الحاجة إلى ثمارها الخيرّة. ** ** لقد سعدت عندما قرأت عن «برنامج الفوزان لخدمة المجتمع ومشروعاته الناجحة» ثم شرح لي الصديق الفاضل أ. عبدالله الربيعة مناشط البرنامج وهو أحد أركان هذا البرنامج المخلصين ثم سعدت بعد ذلك عندما وقفت وعلى الطبيعة على مشروعات اجتماعية رائعة ومبادرات إنسانية جديدة نهض بها وقام بها «برنامج الفوزان لخدمة المجتمع» الذي ترعاه وتنفق عليه شركة عبداللطيف ومحمد الفوزان بالمنطقة الشرقية من وطننا الحبيب.. لقد صدَّقت الرواية الرؤية والنظرية التطبيق لقد شاهدت ما سرني ويسر كل مواطن. وأطرح هنا نماذج من هذه المبادرات الاجتماعية لهذا البرنامج والتي من شأنها أن تسهم مع المبادرات الأخرى لبعض الجهات الخاصة في نقل العمل الخيري التطوعي من عمل نمطي محدود الجدوى إلى فضاء تطوعي اجتماعي تهطل قطرات خيره: تكافلا وعطاء مستديما. ** ** من هذه المبادرات المضيئة والناجحة لبرنامج الفوزان لخدمة المجتمع. ** برنامج: الطعام. ** وهو أحد البرامج المهمة التي يدعمها برنامج الفوزان ماديا، ومعنويا حيث نائب رئيس مجلس إدارة برنامج إطعام أ. عبدالله الفوزان وهو - بالفعل - مشروع نابه ورائد حيث يقوم بالاتفاق والتنسيق مع الفنادق والشركات وأصحاب المناسبات بالمنطقة الشرقية لاستلام الطعام الزائد - الذي لم تمسه الأيدي وليس الفائض - ليقوم هذا البرنامج بتغليفه، وحفظه بطريقة صحية ليتم توزيعه طعاما ناضجا شهيا بدلا مما حصل الآن إما برميه بحاويات النظافة، أو عن طريق استلام بعض جمعيات البر التي لا تملك من وسائل الحفظ والتخرين ما يملكه برنامج إطعام، وقد نجح هذا البرنامج كثيراً ويتولى أمانته وإداراته التنفيذية أخ كريم متحمس ومتفاعل هو أ. حمد الضويلع، حيث استطاع هذا البرنامج بما وفر له من إمكانات مادية وكفاءات وطنية أن يكون أنموذجا ناجحا، وأرجو أن تستفيد اللجنة الوطنية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين للحفاظ على الغذاء وحفظه من الهدر والتي أعلن عنها معالي وزير الزراعة د. فهد بالغنيم أرجو أن تستفيد من تجربة «برنامج إطعام بالشرقية» الذي وصل إلى معدلات نجاح ملموسة. ** ** عدد من: المناشط والمشروعات الأخرى التي ينهض بها برنامج الفوزان وسأعرض أبرزها وانظروا في تنوعها وروح التجديد والمبادرة فيها. ** جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد وهو برنامج وجائزة لإبراز دور العمارة في المساجد محليا وعالميا. ** منتدى الفوزان الثقافي برنامج شهري يهدف لاستضافة محاضرين مشهورين لإلقاء ندوات ثقافية. ** الأيادي البيضاء مركز متطور لخدمة المعاقين في مدينة الزلفي. ** الإسكان الميسر برنامج لتوفير حلول إسكانية ميسرة للمحتاجين من الأسر التي لا يتوفر لديها مصدر دخل. ** تجزئة برنامج لتدريب الشباب على قطاع البيع بالتجزئة وتخريجهم لاستلام أعمال في هذا القطاع. ** تسوير برنامج لوضع أسوار حول الآبار والحفر العميقة في البر حفظا للأرواح من السقوط فيها. ** ارتقاء برنامج لإعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية التالفة أو القديمة. ** خواطر برنامج ثقافي تلفزيوني لنشر الوعي والثقافة والتغيير الإيجابي. ** ** ورشه عمل ناجحة لتحديات الحاضر وآمال المستقبل ** رغم أن البرنامج بادر ونجح في تأسيس برامج جديدة فهو لم يكتف بهذا فالقائمون عليه يريدون المزيد من النجاح والمبادرات مستقبلا وفي ذات الوقت تقييم المشروعات القائمة ومدى وصولها لأهدافها الاجتماعية المبتغاة . لهذا عقد البرنامج «ورشة عمل» بالخبر تم الإعداد لها والترتيب لها بطريقة علمية ناجحة ومتميزة من نائب الرئيس للإعلام والشؤون العامة د. صالح القوم وزملائه، وحضرها أعضاء مجلس الأمناء وعدد من المعينين بالعمل التطوعي. ورأس هذه الورشة، أ. عبدالله الفوزان وشارك فيها عدد من ذوي الرؤى الجيدة، والتجارب الخيرية، وتم التوصل فيها إلى أفكار ومبادرات جيدة سيتم تهيئتها لتعرض على مجلس الأمناء وبعد إقرارها تبدأ الجهات التنفيذية بالبرنامج بتفعيلها لتكون مع البرامج السابقة «غيمات عطاء» تزرع سنابل الخير والمحبة. ** وبعد: لعل الرائع أن شركة الفوزان لم تكتف بإنشاء برنامجها لخدمة المجتمع ودعمه ماديا بل إن أصحاب هذه الشركة هم الذين يقفون على الإشراف عليه ومتابعته، فأصحاب الشركة الشيخ عبداللطيف والشيخ محمد على رأس المحفزين لهذا البرنامج ومشروعاته، وقد تم قيام هذا البرنامج على نظام مؤسسي ثابت لا مجال فيه للارتجال فهناك «مجلس أمناء» مكون من عدد من الأسماء المعنية بالعمل الخيري ويرأسه الأستاذ الكريم عبدالله بن عبداللطيف الفوزان رئيس شركة عبداللطيف ومحمد الفوزان، ولكل برنامج جهازه الإداري القائم عليه. ومزيداً من مبادرات الخير والعطاء لتحقيق التكافل بين أفراد مجتمعنا. [email protected] فاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi- أمين عام مجلس مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية