تصاعدت حدة الخلافات بين ممثلي الحراك الجنوبي والأطراف الأخرى المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني في اليمن على خلفية فشل اللجنة المصغرة المعروفة بلجنة (8+8) المنبثقة عن فريق القضية الجنوبية في التوصل الى صيغة توافقية حول شكل الدولة الاتحادية وعدد الأقاليم التي ستتكون منها هذه الدولة. فيما أفادت مصادر في مؤتمر الحوار بأن جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن سيعود الأحد المقبل الى صنعاء ليواصل الإشراف والمتابعة المباشرة لسير المناقشات في مؤتمر الحوار وبخاصة ما يتعلق بلجنة (8 + 8) والتي ما زالت تعترضها صعوبات كبيرة تحول دون إنجازها لمهامها في الاتفاق على شكل الدولة اليمنية الجديدة من حيث عدد الأقاليم. وقالت المصادر إن جمال بن عمر الذي غادر صنعاء في وقت متأخر من مساء الخميس متوجهاً الى نيويورك لحضور جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي حول اليمن بدا منزعجاً الى درجة كبيرة بعد اجتماع عقدته لجنة (8 + 8) مساء الخميس نظراً لعدم خروج الاجتماع بتلك النتائج التي كانت منتظرة بسبب تشبث ممثلي الحراك الجنوبي برأيهم فيما يتعلق بعدد الأقاليم وإصرارهم على أن تتشكل الدولة اليمنية من (إقليمين شمالي وجنوبي) بحدود ما قبل 22 مايو 1990م عند قيام الوحدة بين شطري اليمن. وهو ما يرفضه ممثلو المكونات الأخرى في مؤتمر الحوار من منظور أن ذلك يعني الانفصال ولكن بمسمى شطري جديد. وذكرت المصادر أن جمال بن عمر نصح أعضاء لجنة (8 + 8) بضرورة الوصول الى اتفاق سريع حول هذا الموضوع وعلى أساس مقترح تقدم به المبعوث الأممي يتمثل بقيام دولة اتحادية من خمسة أقاليم ثلاثة أقاليم تضم المحافظات الشمالية وإقليمان في المحافظات الجنوبية والشرقية، بحيث تكون هناك فترة انتقالية مدتها أربع سنوات يحق خلالها لأي إقليم من الأقاليم الخمسة الاندماج مع أي إقليم آخر إذا رغب في ذلك أو يظل الوضع كما هو عليه من خمسة أقاليم. وأضافت المصادر أن جمال بن عمر نصح أعضاء لجنة ال (16) كذلك بأن يتحاوروا خارج قاعات مؤتمر الحوار. في إشارة الى إجراء حوار فيما بين الأحزاب التي يمثلونها بدلاً من التحاور فيما بينهم كأشخاص من دون التوصل الى أي نتائج عملية.