لست من كتّاب المسرح، لأن الكتابة لها فرسان ومبدعون متخصصون فيه يتمتعون بفلسفة نقدية فرضها عليهم تخصصهم ولكن هذا لا يمنع أن يقول الكاتب كلمته وهذا ما أنا بصدده في هذه المقالة التي تتحدث عن الفنانين السعوديين المرتبطين بالفن المسرحي والدراما، الذين حتى الآن لم يرسخوا في أعمالهم الفنية الهوية السعودية، حيث إن معظم أعمالهم تعتبر صناعة خارجية ولا تعبر عن البيئة السعودية، وحتى وإن اكتملت فيها بعض العناصر الفنية الأخرى، حيث نلاحظ بعض الفنانين ولا سيما في رمضان يقومون بعمل مسلسلات متنوّعة مسرحية ودرامية يكون فيها النص والسناريو لهذه الأعمال يختلف اختلافاً كلياً عن بيئتنا السعودية. وحتى وإن كان من يقوم بهذا الأعمال بعضهم سعوديون لأنهم يركزون على الجانب المادي فقط وينسون رسالة الفن تجاه الأمة ودوره في المعالجة والتغيير إلى الأحسن وهذا الذي يجعل هذه الأعمال رديئة ولا ترتقي إلى ما يرضي المشاهد والمستمع، وقد وصل الأمر أن المشاركين في القيام ببعض الأدوار يجهلون أهداف البرنامج الذي يقومون ببعض أدواره، فقط تركيزهم على الفقرة التي سوف يقومون بها. كذلك من الأمور التي تُؤخذ على بعض الفنانين السعوديين عدم اعتزازهم بموروثهم، والدليل افتقادهم لبعض العادات والتقاليد ويعتبرونها من الماضي، ونسوا أن نجاح المسرح والدراما في دول الخليج المجاورة، لا سيما الكويت نبع من التمسك بالموروث الذي يرسم الصورة، كما هي، بعيداً عن التصنع والتكلف، وهذا سر من أسرار نجاح الفن في دولة الكويت، بخلاف المسرح والدراما في السعودية التي كثيراً ما يستعين الفنانين القائمين على هذه الأعمال بكوادر فنية بعيدة عن البيئة السعودية بحجة النقص في الكوادر الفنية، ويحاولون صبغتهم بالبيئة السعودية من خلال الزامهم بالتقيد بالنص صورة وتحدثاً (ثوب العارية لا يكسي) كذلك يؤخذ على بعض الفنانين السعوديين تقمصهم لأدوار فنية تمثل بيئة سعودية لا يجيدوها بالشكل المطلوب مثل الذي يتحدث بلهجة الحجاز وهو ليس من أهلها ويفترض أن يتم اختيار فنان من بيئة الحجاز يقوم بهذا الدور بهذه الطريقة احتراماً للخصوصية الحجازية، وما ينطبق على البيئة الحجازية ينطبق على البيئات السعودية الأخرى. كذلك نلاحظ في بعض الأعمال التي يقوم بعض الفنانين السعوديين تكرار بعض المشاهد وإن اختلفت بعض الوجوه وهذه تعتبر سذاجة من منتج هذا النص واستهتاراً بالمشاهد، ويفترض أن يكون عنصر التجديد حاضراً كذلك نلاحظ أيضاً المبالغة في رسم بعض الصور التي تنتقد تصرفات بعض المؤسسات الحكومية التي لها علاقة بالمواطنين.. وقبل أن اختتم هذه المقالة أطالب المسؤولين في وزارة الثقافة الإعلام أن يكون لها الحضور القوي المؤثّر في تقييم هذه الأعمال الفنية وحتى إن تطلبت المركزية طالما أنها سوف تثمر عن أعمال عالية الجودة وذلك بإنشاء هيئة مختصة بالأعمال المسرحية والدرامية لديها صلاحيات واسعة ومرونة لكي تقول كلمتها في تطوير العمل المسرحي الفني في المملكة. [email protected]