قال الله تعالى في محكم كتابه: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} سورة آل عمران (103). وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} سورة النساء (59). وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: (با يعنا رسول الله صلى عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره وألا ننازع الأمر أهله) متفق عليه. الحديث - عن اليوم الوطني المجيد للمملكة العربيَّة السُّعوديَّة ذو شجون فهو حديث عن الماضي المجيد. والحاضر الزاهر والمستقبل الباسم بإذن الله تعالى. كانت الأُمَّة في ذلك الوقت تعيش في أجواء ممزقة ومتناحرة ومتباعدة ومتقاتلة ومتشتتة، أطناب الجهل والأمية ضاربة جذورها والأمراض والأوبئة متفشية في كافَّة أنحاء البلاد، والأمن مفقود والحروب طاحنة رحاها بين هذا وذاك لا شأن لها ولا وزن. فأراد الله لهذه الأُمَّة أن تتحد وتلتقي على يد مؤسس هذا الكيان العظيم جلالة المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله وطيب الله ثراه، حقق إنجازاً عظيماً إنجازاً كبيراً إنجازاً جباراً على ما بذله من حكمة واقتدار وشجاعة وهمَّة وبعزيمة سواعد الرجال الأوفياء المخلصين الذين كانوا معه من مختلف أنحاء بلادنا المترامية الأطراف، سطروا أروع التلاحم وقدموا أكبر التضحيات الجسام في كافة معارك التوحيد التي كانت محفوفة بالمخاطر والمصاعب من كل جانب، وقد تحقق بذلك أكبر وحدة عربية في التاريخ المعاصر التي تشبه الأسطورة التي ما فتئ الناس أن يتحدثوا عنها ويدعون إليها في كل وقت وحين وينسبون إلى غير أربابها ومكاسبها سنوات طويلة عجافا عاشها أبناؤها وأجدادنا دفاعاً وقتالاً شرساً ومريراً وتضحية عالية عن هذه العقيدة الإسلاميَّة السمحة.... وعن الشرف والوطن فمضى منهم الكثير والكثير وبقي أناس آخرون على العهد والوفاء سائرون... في تلاحم رائع لا يشق له غبار. فلا غرابة أن تتوحد القلوب وتطمئن النفوس وتترسخ الثوابت في إطار فريد يجسد عرى تلاحم الأُمَّة مع القيادة الرشيدة التي جعلت من رقعة الوطن والمواطن هدفاً سامياً تسعى إلى تحقيقه، مسخرة كافَّة الامكانيات المتاحة والموارد المالية إلى تحقيق أرقى كافة الخدمات وأعظم المشاريع التنموية في برامج ضخمة من الخطط العملاقة، حيث إن ذكرى اليوم الوطني لبلادنا تبقى راسخة في قلوب أبناء وطننا المترامي الأطراف، حيث إن مناسبة كهذه تدعونا إلى وقفات نفكر ونتأمل فيها جيداً على ما أنعم الله به علينا من نعم كبيرة وعظيمة لا تعد ولا تحصى، فقد أبدل الله الخوف أمناً، والفرقة وحدة والضعف قوة والفقر غناء فلله الحمد والمنة. أسال الله رب العرش العظيم أن يجعل ما قدم مؤسس هذا الكيان العظيم جلالة المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله في موازين حسناته. ثم سار أبناؤه البررة من بعده على دفة الحكم الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله جميعاً وغفر لهم ولوالديهم على منهجه، وقادوا السفينة بكل حكمة واقتدار واتزان وروية حتى وصلت دفة القيادة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وسدده على دروب الخير خطاه ومتعه بالصحة والعافية وطول العمر. الذي تحقق في عهده الميمون إنجازات جبارة وعملاقة في كافة أنحاء بلادنا المترامية الأطراف يتحدث عنها القاصي قبل الداني. وأن ذكرى اليوم الوطني الذي نعتز به جميعاً يجب الايقتصر على الاشادة بهذا الحدث والاعتزاز بما تحقق في كافة القطاعات الحكومية والأهليَّة بل يجب على كل مواطن مخلص وصادق أن يحافظ على أمن هذا الوطن المعطاء وعلى كافة ممتلكاته ومرافقه وحدوده. وقبل الختام - لا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم بخالص الولاء والطاعة لقادة هذه البلاد الكرام على ما عاهده آباؤنا وأجدادنا من قبلنا أدام الله عز هذه البلاد وقادتها وأهلها وحماها من كل سوء ومكروه. وختاماً - أسأل الله رب العرش العظيم أن يحفظ قائدنا وباني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السُّمُو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود والنائب الثاني صاحب السُّمُو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود أدام الله عز هم وسدد خطاهم وحماهم من كل سوء ومكروه، إنه سميع مجيب. - عبدالعزيز صالح الصالح