ونحن نعيش ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية، لابد أن نتذكر أسد الجزيرة العربية وأن نترحم عليه، الرجل الذي وفقه الله تعالى وسخر الله له الرجال المخلصين، فلو رجعنا لبعض صفاته، فقد وهبه الله بسطة في الجسم وهيبة وحنكة وقوة شخصية وشجاعة وتأثيرا في قلوب سامعيه، وتحريا للعدل في كل ما يتخذ من قرار، وهذا راجع لعقيدة التوحيد ونهجه الوسطي الذي أمر به الله تعالى ورسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، من غير تشدد ولا غلو، وهذا من أهم أسباب نجاحه في توحيد هذه البلاد المترامية الأطراف، وقد كانت قبل توحيدها أقواما، القوي فيهم يأكل الضعيف، وكانوا يتفاخرون بذلك، إلى أن سخّر الله تعالى لهم هذا الرجل الفذ الذي آخى بينهم ووطّن أهل البادية في القرى والهجر والمدن. وأنا أعرف أناساً مازال بعضهم حياً، يُضَحُّون للملك عبدالعزيز -رحمه الله- عرفاناً منهم لتوحيد هذا الكيان الكبير، وفي يوم التوحيد لابد وأن نسترجع بداية التوحيد والتأسيس، وهو استرجاع وفتح الرياض، حيث اتجه صقر الجزيرة وأسدها مع أربعين من خيرة الرجال الشجعان المخلصين قادمين من الكويت، ولابد وواجب علينا أن نتذكرهم جميعاً رحمهم الله: وهم محمد بن عبدالرحمن الفيصل شقيق الملك عبدالعزيز، فهد بن جلوي آل سعود، عبدالعزيز بن جلوي، عبدالله بن جلوي، عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي، عبدالعزيز بن عبدالله بن تركي، ناصر بن سعود بن فرحان آل سعود، سعود بن ناصر بن فرحان آل سعود، فهد بن إبراهيم بن مشاري آل سعود، عبدالله بن صنيتان آل سعود، فهد بن معمر، مسلم بن مجفل السبيعي، حزام العجالين الدوسري، فلاج بن شنار الدوسري، إبراهيم النفيسي، منصور بن فريج، يوسف بن مشخص، عبدالله بن خنيزان، منصور بن محمد بن حمزة، صالح بن سبعان، سعد بن بيشان، مسعود المبروك، عبداللطيف المعشوق، فهيد المعشوق، محمد المعشوق، سعد بن بخيت، فرحان السعود، ناصر بن شامان، مطلق بن عجياز، مطلق المغربي، فهد بن الوبير الشامري، عبدالله بن عسكر، محمد بن هزاع، ماجد بن مرعيد، زيد بن زيد، عبدالله الهزاني، محمد بن شعيل، عبدالله بن عبيد، صطام أبا الخيل، عبدالله بن جريس، فيروز العبدالعزيز، محمد بن خرصان الشامري، صالح بن مشخص (عوبيل) مناور العنزي. وقد نجح المؤسس وهؤلاء الرجال الذين ضحوا بأنفسهم في استعادة الحكم، بعد توفيق الله تعالى، ثم الإخلاص وصلاح النية ابتداء من قائدهم الفذ وهؤلاء الرجال الشجعان. آمل وأرجو من الله تعالى ثم من ولاة الأمر، سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أن يكون لأحفادهم مميزات، أقلها أماكن في الكليات العسكرية، وسيكونون -بإذنه تعالى- على نهج أجدادهم المخلصين.. والله من وراء القصد، حفظ الله بلادنا وولاة أمرنا من كل سوء ومكروه.