بريطانيا - عبدالهادي القحطاني: ألقى إمام وخطيب الحرم النبوي الشيخ صلاح البدير محاضرة في جامع التوحيد في نيوكاسل بشمال شرق برطانيا بعد أن أم المصلين لصلاة الظهر من يوم أمس الأول. وركز البدير في مستهل حديثه على الجانب الأخلاقي وترسيخه في النفوس، وذلك من وحي القرآن والسنة؛ إذ إن الأمة اليوم بشكل عام والأقليات المسلمة في الغرب بخاصة أحوج ما تكون إلى ذلك، كما دعا المسلمين الى التخلق بأخلاق الإسلام السمحة التي تعكس السماحة في النفوس والأخلاق النبيلة والتسامح ونبذ العنف والإرهاب. وقال البدير: يجب على كل مسلم أن تكون تصرفاته تعكس تلك القيم الخالدة والتي خلدها لنا الإسلام في القرآن الكريم والسنة المطهرة. وتابع البدير قائلاً: إن الله شرف عباده بهذا الدين الذي ابتعث به رسله وأنبياءه، وختمهم بخاتم الرسل والأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، وجعل من هذا الدين مصدر كل خير للفرد والمجتمع، وجعل من هذا الدين معين الأخلاق الإنسانية المثلى التي تسعد الفرد وتسعد المجتمع،. وقال مخاطباً الحضور: ولعلكم جميعاً تذكرون مصداق هذا في كلام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندما قال: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)). فبين الإسلام والإيمان من جانب، والأخلاق الإنسانية السامية المثلى من جانب آخر، كما ساق البدير كثيراً من الأمثلة والنماذج الرائعة للمصطفى صلى الله عليه وسلم في طريقة تعامله مع المسلمين وغير المسلمين لأن المسلم- على حد قوله- يجب وخصوصاً في الغرب أن يكون أنموذجاً للمسلم المعتز بدينه، الذي يقدم الإسلام إلى الآخرين بالأفعال قبل الأقوال من خلال التزامه بدينه وأخلاقه وسلوكه وتعامله وأدائه، ومن خلال فهمه الصحيح المتوازن لدينه. وفي لفتة كريمة من أرض الحرمين تم تكريم رائد العمل التطوعي في نيوكاسل الحاج مصطفى الذي يعد أحد التجار المقيمين في بريطانيا والذي يبذل جهوداً كبيرة في الأعمال التطوعية الخيرية في نيوكاسل والذي يقف خلف مشروع مجمع التوحيد الإسلامي حيث تسلم بشتاً من يد الشيخ صلاح البدير. بعد ذلك التقى الشيخ صلاح البدير بالطلبة السعوديين، إذ رُتب لقاء كامل تحت إشراف النادي السعودي في نيوكاسل بدأ بالترحيب ثم استهل الشيخ كلمته الموجهة للطلاب، حيث أثنى على جهودهم في تحمل عناء السفر والغربة في سبيل تلقي العلوم النافعة لخدمة أوطانهم وأوصاهم بضرورة التمسك بالكتاب والسنة والمحافظة عليها وتمثيل الإسلام خير تمثيل والبعد عن أماكن الشبهات، وركز البدير في حديثه للطلبة أنهم عماد المستقبل. وقال بالعبارة: أنتم من سوف نحيل إليه إدارة المستقبل ومن نؤمل عليه بعد الله في بناء الوطن ورعايته خير رعاية بالعلم النافع الذي يعود على الجميع بالخير والنما. وذكر البدير أن الدولة تصرف أموالاً طائلة في مشروع الابتعاث من أجل بناء سواعد عماد المستقبل الشباب، وطلب من هذا الجانب مضاعفة الجهود واستغلال فرصة الابتعاث لاكتساب العلم والمعرفة، إذ كانت القاعة تشهدت حضوراً كبيراً وتفاعلاً لافتاً وملحوظاً من الطلبة السعوديين. بعد ذلك تناول الحضور طعام الغداء في لقاء مفتوح اتسم بالحميمية، حيث تبادل الشيخ مع الطلبة الأحاديث الشخصية واستمع لبعض أسئلتهم واستفساراتهم. وعبر الشيخ البدير من جانبه عن شكره لجميع القائمين على ترتيب هذه ا الزيارة التي تصب في مصلحة الإسلام والمسلمين، وأشار للجهود الرائعة من قبل النادي السعودي في نيوكاسل في إدارة هذا اللقاء الذي وصفه بالناجح. وأشار الدكتور أحمد تركستاني رئيس الشئون الثقافية في الملحقية الثقافية في بريطانيا الذي كان مرافقاً في الجولة الى دور المملكة وعلمائها في نشر الإسلام وسماحته، إذ ذكر أن جميع المراكز الإسلامية خارج المملكة تحرص على استضافة المشايخ من السعودية لإلقاء الدروس وتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة عن الإسلام. وعن الزيارة وهدفها تحدث عبدالعزيز الحربي مدير مكتب الدعوة ببريطانيا قائلاً: تأتي هذه الزيارة تلبية لرغبة المراكز الإسلامية في بريطانيا للالتقاء بأئمة الحرمين لإلقاء بعض الدروس والمحاضرات والتواصل مع المسلمين لإبراز دور ومكانة المملكة وجهودها في نشر قيم الإسلام النبيلة. وعبر سالم البلوي رئيس النادي السعودي في نيوكاسل عن سعادته بزيارة ضيف نيوكاسل الشيخ صلاح البدير وجميع المرافقين الذين كانوا معه، وقال: إنه لمن دواعي سرورنا جميعاً أن نوفق للقاء البدير الذي بالفعل أدخل السرور علينا، ونفع الله بعلمه، ونتمنى أن تتكرر زيارة الشيخ لبريطنيا.