الشاعر الفذ والأديب الأريب يحيى بن حمدان بن محيريق؛ يتجلى في هذه القصيدة التي تنزف حزنا على وفاة خاله الشيخ المعروف محمد بن غضيف بعد معاناة طويلة مع المرض. ورغم ما تحتويه هذه القصيدة من حزن جارف إلا أن الشاعر استطاع أن يكتبها بتوازن محولا قلمه إلى عصا شيخ جليل، يتوكأ عليها في ساعات المصاب الجلل، ويشير بها في كل الاتجاهات ليتسع الفضاء وتمطر السماء بماء الشعر الذي يغسل الأحزان ويروي الأراضي المجدبة. البارحة ليلي هواجيس واشجان من هولها حيلي وصبري تدانا كلٍ هجع وانا اتقلب وسهران احن وارزم يالله المستعانا جرد المواجع دكت اشكال والوان كبر المصاب الله يجبر عزانا العين تدمع وارتفع سقف الاحزان انا اشهد ان الحزن قام ايحدانا بين الحنايا عبرةٍ شانها شان على قمرنا اللي رحل عن سمانا لا والله الا راح خالي كحيلان ابو زياد اللي علومه سمانا بدر الجنوب اهتز واهتز نجران على صدى رحيله اللي رزانا توافدت يام العريضة وهمدان افواج والقاصي تكلف وجانا كن التعازي والمعزين طوفان من كل حدب وصوب كلٍ نصانا والعلم من قصر الصفا هل عجلان وايضا بعد قصر الحكم مانسانا بشيرها اللي للنواميس عنوان الفذ أمير المنطقة ماتوانا مشعل عصابة روسنا الحر الانسان نجل الملوك اللي بجوده غشانا حاول يلم جراحنا قدر الامكان جانا مواسي بالعزاء واحتوانا في والدٍ للمرجلة راس وسنان امضى من البالود والهندوانا محمد بن غضيف نبراس الازمان ذروة سنام المعرفة والبيانا لاجيت موطاته بدا بين الاقران مثل الجبال النايفة بالمكانا وان جاه راعي حجةٍ ساعده لان عضد له المرحوم لين ايتغانا حتى علاقاته وزنها بميزان ميزان عدل وحكمةٍ ماتثانا يمثل الشيمة بترتيب واتقان بدرٍ على الديرة تجلى وبانا حوضه مع الدولة من العز مليان خدم معازيبه بصدق وتفانا قلت ومعي غيري وعن طير حوران تقصر مراثينا ويقصر رثانا عقبه غدى الوجدان ماهوب وجدان والفكر بغيابه تبلد وعانا بالدمع ودعناه من شرقي العان وعيوننا للقبر ترجع ورانا ماكنت اظن اني باواري بليهان لكن ماقدر على العبد كانا هذا ورجوانا على الله كريمان في حلة فيها مع الله جدانا عبق المكان وشوف ذربين الايمان ضمد مواجعنا وخفف غثانا اعيال اخو مزنة لنا ذخر واخوان بزياد واخوانه توسع رجانا اخوان بالدنيا وخلان واعوان اما طوينا الهم والاطوانا واللي رحل ذكره مخلد بالاذهان واللي عناه من الهروج يعنانا اشوف بالمرحوم سالم وحمدان واغلا بعد يامال خضر الجنانا يالله عسى ملفاه روحٍ وريحان اجباهنا تسجد ويلهج دعانا ويمطر على قبره من المزن ودان والله على فرقاه يجبر عزانا