بمناسبة مرور عشرين عاماً على توقيع اتفاق أوسلو، صرح القيادي الفلسطيني أحمد قريع، الذي كان رئيساً للوفد الفلسطيني للمفاوضات مع إسرائيل، بأن اتفاق أوسلو لم يكن خطأ، وإنما كان اتفاقاً جيداً لمرحلة السنوات الخمس الانتقالية التي تم تحديدها. ورفض قريع خلال حديثه في مقابلة مع إذاعة صوت إسرائيل أن هذا الاتفاق قد مات، مشيراً إلى أن العلاقات بين الجانبين «الفلسطيني والإسرائيلي» لا تزال تعتمد عليه. وأضاف قريع بأن بإمكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، وتبني قرارات تاريخية وإن لم تحظ هذه القرارات بالشعبية. في غضون ذلك، نبهت وكالة المساعدات الدولية (أوكسفام) إلى أن المفاوضات الجديدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين عليها أن تعوض 20 سنة من الفرص التي ضاعت منذ توقيع اتفاقيات أوسلو. وقالت أوكسفام في بيان لها: «حتى تتوافر لتلك المفاوضات فرصة للنجاح ينبغي على كل الأطراف وقف التحركات التي من شأنها تقويض فرص السلام على الأرض». وأوضحت أوكسفام أنه مع ذكرى مرور 20 سنة على توقيع اتفاقيات أوسلو للسلام فإن حياة ملايين الفلسطينيين أصبحت الآن أسوأ مما كانت عليه قبل 20 سنة، في ظل ما انتهجته الحكومة الإسرائيلية من توسيع للمستوطنات في الأراضي المحتلة، وزيادة سيطرتها على أراضي الفلسطينيين وحياتهم. ولفتت أوكسفام إلى أنه منذ 1993 ضاعفت إسرائيل عدد المستوطنين من 260 ألف مستوطن إلى 520 ألف مستوطن، ووسعت المناطق التي تسيطر عليها المستوطنات؛ لتصل إلى ما يربو على 42 في المائة من الأرض الفلسطينية المحتلة، فضلاً عما أدى إليه نظام نقاط التفتيش والقيود الأخرى المفروضة على حركة الفلسطينيين وتجارتهم من تقسيم للعائلات وإنهاك للاقتصاد. وحذرت وكالة المساعدات الدولية من ظهور نمط مشابه خلال مفاوضات السلام الحالية؛ إذ وافقت إسرائيل خلال الأسابيع الستة الماضية على بناء ما لا يقل عن 3600 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، وإزالة 36 منزلاً فلسطينياً على الأقل. وكانت إسرائيل قد أزالت خلال العشرين سنة الماضية 15 ألف مبنى فلسطيني، شملت منازل وأنظمة مياه ومرافق زراعية. وقال مدير مكتب أوكسفام في الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل «نيشانت باندي»: انهارت الآمال التي حملتها عملية أوسلو بعد عقدين من المعوقات والوعود الجوفاء. وبينما يتفاوض الطرفان الآن حول السلام تأتي التحركات الاسرائيلية على الأرض لتجعل حياة الفلسطينيين أصعب من أي وقت مضى، وتقوض فرص التوصل إلى حل. وتابع «باندي»: «أي عملية سلام تعني - بالتعريف - تقديم تنازلات متبادلة، ولكن الثمن الأضخم، في حالتنا هذه، يدفعه المدنيون الفلسطينيون دائماً». وأردف باندي: لقد أدى انهيار اتفاقيات أوسلو إلى خلق أرضية للانتفاضة الثانية التي راح ضحيتها الآلاف، معظمهم من الفلسطينيين، فضلاً عن الاشتباكات بين المسلحين الفلسطينيين في غزة والقوات الإسرائيلية، التي لا تزال تقتل وتهدد المدنيين على الجانبين.